1- ما هي الثقافة المجتمعية التي أجبرت سيارة نظام (ساهر) على لبس الدروع الحديدية الواقية من الأحجار لتتمترس بشبك من الحديد رغم أنها تقف عند الإشارة الأهم على الطريق الأكبر في هذه المدينة؟ لماذا تلبس سيارة (القانون) هذا الدرع الحديدي رغم أنها لا تفعل شيئاً إلا تصوير المخالفين الذين يقتلون في العام الواحد عشرة أضعاف الذين يموتون في غرف العناية المركزة ورغم أنها لن ولم تطارد الذين يحترمون القانون؟ سؤالي: ألا يشعر أحدكم بالخجل من هذه الثقافة الاجتماعية حين تشاهدون منظر هذه السيارة وقد تدثرت بهذا الدرع الحديدي؟
2- ما هي الثقافة الاجتماعية؟ هي تلك التي لا تستطيع فيها زوجتي وزوجتك، ابنتي وابنتك، بل حتى أمي وأمك من الذهاب على أقدامهن إلى الجار الرابع في رأس الشارع دون أن تشعر إحداهن بالخوف من الذئاب البشرية المسعورة في كل مكان؟ لماذا نحن بهذه الذئاب نشاز من بين كل المجتمعات فلا نأمن معهم على طفلة تذهب سيراً إلى المدرسة المجاورة ولا على زوجة تعود بأغراضها من البقالة على مدخل الحي ولا حتى على أم طاعنة في السن تعود من ـ عصرية ـ مع أم الجار السابع؟ لماذا نشعر بالغبطة حين يعود كل فرد من أبنائنا وبناتنا إلى منازلنا بعد المدرسة وكأننا خرجنا من معركة محتملة مع هذه الذئاب البشرية المسعورة؟ لماذا نحن وحدنا من بين كل مجتمعات الأرض من يدفع هذه الضريبة النفسية الهائلة بالقلق الدائم على كل طفل وطفلة وزوجة وبنت وأم، وبالهم الثقيل المتكرر مع كل ذهاب وعودة من مدرسة أو سوق أو بيت جار أو حتى مع كل عاملة منزلية تخرج كيس ـ القمامة ـ أمام باب المنزل؟ سؤالي: ألا يشعر أحدكم بالخجل من هذه الثقافة الاجتماعية عندما يشاهد امرأة شريفة بريئة محجبة وهي ترتعد مثل الدجاجة الباردة من الخوف على ناصية الشارع العام؟ ألا تشعرون بالخجل حين تكتشفون أن جهاز ـ الهيئة ـ الموقر قبض على ـ شاب ـ سحب عباءة امرأة من الخلف في سوق ضخم وحين تواجد الشاب مع المرأة في ـ المحضر ـ اكتشف أنها أمه؟!