شهد العراق امس يوما دمويا حصد 46 شخصا وأصيب نحو 46 آخرين بجروح في هجومين انتحاريين بحزام ناسف استهدفا قوات الصحوة في بغداد والأنبار، فيما لا تزال عملية تشكيل الحكومة العراقية تدور في حلقة مفرغة بسبب تجاذب الكتل البرلمانية.
فقد اكد مصدر في وزارة الداخلية ان "ما لا يقل عن 43 شخصا قتلوا وأصيب نحو اربعين آخرين بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف تجمعا لقوات الصحوة قرب مقر للجيش العراقي في قرية البلاسم الواقعة في منطقة الرضوانية" في ضواحي بغداد الغربية.وأوضح ان "عناصر الصحوة كانوا متجمعين لتسلم رواتبهم عند حاجز التفتيش الخارجي لدى وقوع الانفجار ". وأكد مصدر عسكري ذات الحصيلة.
وفي هجوم آخر، اعلن مصدر في الشرطة مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة ستة آخرين بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مقرا للصحوة في مدينة القائم (340 كلم غرب بغداد) القريبة من الحدود السورية.وأوضح ان "انتحاريا فجر نفسه داخل مقر لقوات الصحوة وسط القائم".
على صعيد آخر ، رفضت الكتل النيابية الكبيرة التنازل عن مواقفها بخصوص تقاسم مناصب الرئاسات الثلاث ،فيما اقترح التحالف الكردستاني انتخاب شخصية مستقلة لمنصب رئيس البرلمان، ليتولى مع نائبيه مهمة ادارة الأزمة السياسية التي تتعرض لها البلاد منذ اعلان نتائج الانتخابات التشريعية بسبب الخلاف حول تشكيل الحكومة ، في وقت اعرب فيه ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي عن قلقه من فقدان فرصة تشكيلها من قبل التحالف الوطني .
هذا ومن المؤمل ان يعقد ممثلو الكتل النيابية اجتماعا تشاوريا في بغداد اليوم دعا إليه رئيس مجلس النواب (اكبر الاعضاء سنا) فؤاد معصوم لبحث امكانية التوصل الى اتفاق لحسم الخلاف بين الفرقاء السياسيين.
وحول مقترح التحالف الكردستاني قال النائب محسن السعدون لـ "الوطن " إنه "يجب حسم امر رئاسة البرلمان باختيار شخصية مستقلة ، ليتولى مع نائبيه ادارة العملية السياسية ، لأن الطرق الأخرى اصبحت مغلقة ، والكتل النيابية ترفض تقديم التنازلات ، ومازالت تصر على احقيتها في اختيار المرشحين للمناصب طبقا للاستحقاقين الانتخابي والوطني ".
وعزا المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية النائب حيدر الملا اسباب الخلاف على تقاسم المناصب الثلاث الى إخفاق الكتل النيابية في بلورة اتفاق مشترك بخصوص اختيار المرشح لمنصب رئيس الوزراء ، رافضا التدخل الايراني في تشكيل الحكومة عبر تكريس المشروع الطائفي في العراق ، على خلفية ما تردد من أنباء تفيد بأن ايران مارست ضغوطا على اطراف التحالف الوطني لحسم الخلاف حول اختيار مرشحه لمنصب رئيس الوزراء ، معربا عن اعتقاده بإمكانية ضمان مستقبل الديمقراطية في العراق بنبذ المشروع الطائفي.