ما يزال وسطنا الرياضي يعاني من حساسية مفرطة تجاه بعض المسائل التكريمية والألقاب الفردية والجماعية؛ خاصة تجاه التي تمنح من جهات لا تقع تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) كاتحاد التأريخ والإحصاء الدولي، الذي أعلن وللمرة الثانية على التوالي عن تكريم الهلال كزعيم للقارة الآسيوية.
وعلى الرغم من عدم رسمية الاتحاد - وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها - إلا أنه حينما يورد اسم الهلال ونجومه الذين يحصدون الألقاب واحداً تلو الآخر، يصاب البعض بحساسية مفرطة، ويأخذون في إطلاق الأكاذيب للملأ ومن ثم يقومون بتصديق كذبتهم، وليتهم يستحون جراء صنعتيهم مع الهلال في غياب إرسال برقية تهنئة بعد نيله شرف الريادة القارية التي لم تكسر بعد؛ بالرغم من وصوله للعقد الأول دون أن يحقق بطولة دوري أبطالها.
وكادت (حساسية الاختلاف) التي ساعدت في وجود أزمة فكر في وسطنا الرياضي أن تتسبب في تغييب هداف العالم المحترف الكويتي بدر المطوع عن مهرجان التكريم الذي سيقيمه الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء في السادس من مايو المقبل بمدينة افيدو الأسبانية، وسط حضور عدد من كبار المدربين ومشاهير الكرة العالمية، بعد أن كان توجه نادي المطوع، حرمان اللاعب من حضور الاحتفال، إلا أن اللقب الذي كسبه بدر من خلال مشاركته مع ناديه القادسية الكويتي ومنتخب بلاده قبل أن يحترف بالنصر السعودي شفع له لكسر طوق الفكر التعصبي من قبل بعض النصراويين الذين تزداد حساسيتهم في كل شيء يتعلق بالهلال.
وكالعاد لم يقم النصراويون بتهنئة الهلال وغابوا عن ذلك بعد أن فعلوا من قبل.
إن ما يفعله النصراويون (وهم أحرار في تصرفاتهم وتعاملاتهم مع الآخرين وفي درجة اقتناعهم بالألقاب التي تمنح للأندية المحلية) سيزيد من درجة التعصب في الوسط الرياضي؛ في وقت نحن بحاجة فيه إلى زيادة التقارب بين الأندية وزيادة لحمة شبابها.
السؤال هنا ماذا لو كان النصر في مكان نادي الهلال ونال مثل هذه الألقاب وحقق العديد من الإنجازات، وأصبح يتصدر دعوات اتحادات ومؤسسات أهلية وهيئات رياضية غير رسمية؟ حتما فإنهم سيغيرون تلك الوجهات، وحين يغيب الاعتراف بتكريمهم وبتقديم التهنئة فإنهم سيعلنون على الملأ أنهم مضطهَدون ومحارَبون وسيشغلون الفضاء ضجيجاً بقضاياهم.