تفاوتت نسبة الاستقرار الإداري والفني بين الأندية السعودية الكبيرة التي تمتع بالثقل الجماهيري (الهلال والنصر, الاتحاد, الأهلي والشباب) قبل أن تبدأ رحلاتها الإعدادية في الخارج لتحضير فرقها الكروية لموسم كروي طويل وشاق، بعد أن رفع عدد أندية دوري زين للمحترفين إلى 14 فريقا لأول مرة في تاريخ كرة القدم السعودية.

حيث جاءت النسبة العظمى للاستقرار الإداري والفني لفريق الهلال, فيما تقاربت النسب بين الفرق الأخرى من الناحيتين الإدارية والفنية.

فالهلال بطل دوري زين للموسم الماضي هو أكثر الفرق السعودية استقراراً من كافة النواحي بما فيها التعاقدات والانتدابات الكروية بعد أن مضى للموسم الثاني على التوالي تحت قيادة المدرب البلجيكي إيرك جيريتس وبثبات العنصر الإداري وفي مقدمتهم إدارة النادي, وكاد الصيف الحالي يكون أبرد صيف شهده التاريخ الهلالي, إلى أن أعلن الجامعة الملكية المغربية الشهر الماضي نبأ التعاقد مع مدرب الفريق بشكل رسمي، وأعاد حرارة صيف البيت الهلالي في الداخل والخارج لإصدار بيانات مشتركة بين رئيس النادي والمدرب، ولتوضيح الموقف النهائي لاستمرار المدرب والخطوات المقبلة التي ستقوم الإدارة باتباعها لاستمرارية الاستقرار الشامل للهلال بانتظار إعلان الوصول للعالمية بعد أن يحقق الفريق البطولة الآسيوية التي سيخوض أدوارها النهائية منتصف سبتمبر المقبل.

أما الغريم التقليدي للهلال وجاره في العاصمة (النصر) فقد رتب أوراقه في وقت مبكر ولم يواجه أي أزمة داخلية تعكر عليه سير إعداده للموسم الكروي الجديد بعد تقويم البيت الأصفر من جديد، ولملمة أوراقه إثرعدول المشرف الكروي وعضو مجلس الإدارة سلمان القريني عن استقالته. وظهر النصراويون في وقت مبكر جداً لتدبير كافة التجهيزات لمواصلة صناعة نصر جديد وذلك تحت قيادة الأمير فيصل بن تركي، وبدؤوا مرحلة الصفقات المبكرة بالتعاقد مع المدرب الإيطالي والتر زينجا الذي قدم للسعودية مع نهاية منافسات الموسم المنصرم للتعرف عن قرب عن أوضاع النادي قبيل إعلان الموافقة الرسمية لقبول تدريب الفريق، الذي بدأ يضع خطوطه الأولية في معسكره الحالي بإيطاليا وسط رغبات مدرب المنتخب الإنجليزي كابيلو بضم زينجا إلى جانبه في الجهاز الفني خلال الفترة المقبلة.

بدوره، عاش النادي العاصمي الثالث (الشباب) لحظات عصيبة في الفترة الماضية بعد أن بدأ الوقت يضيق دائرته الإعدادية في اختيار مدربه للإشراف على الفريق الأول، وطاف رئيسه خالد البلطان دول العالم المتقدمة كروياً للبحث عن مدرب يتناسب مع إمكانات ونفسيات لاعبيه، ويستطيع أن يلبي رغبات الليث الذي تنتظره مهمة شاقة في دوري أبطال آسيا، ونجح أخيراً في التعاقد مع الأورجوياني دانيال خورخي فوساتي لمدة موسم واحد، ليزول الضغط النفسي وينخرط الفريق في برنامجه الإعدادي في معسكره بألمانيا، بعد أن كاد يشكل تأخر التعاقد مع المدرب خطرا محدقا به.

أما قطبا جدة الاتحاد والأهلي فقد عاشا أجواء إدارية متطابقة لحد ما، فالأول بدأ بتكليف إبراهيم علوان بتولي رئاسة النادي خلفا للرئيس السابق خالد المرزوقي, واستطاع الاتحاديون أن يحسموا أمر رئاستهم في وقت مبكرا خوفا من وجود فراغ إداري يوثر على سير إعداد الفريق الكروي الذي دخل معسكره في البرتغال قبل أسبوعين, إلا الاتحاد يعيش أزمة إدارية وفنية في وقت واحد وهو الأمر الذي لم يكن في الحسبان بعد إتمام ملفات الفريق الأجنبية, وتمثلت الأزمة في عقوبة مدرب الفريق الحالي البرتغالي مانويل جوزيه, الذي رفض التحاق قائد الفريق محمد نور في معسكر البرتغال نتيجة لتخلفه عن التحضيرات التجمعية للفريق بجدة قبل المغادرة، بل وأصدر تعليماته على أن يتدرب مع نور مع الفريق الأولمبي بالنادي إلا أن الأخير غاب عن أول مران أول من أمس، وذهبت عدة قراءات وتفسيرات للموقف الحالي المتأزم بين الطرفين بأنه بالونة اختبار موسمية يقوم بها اللاعب لجس النبض الاتحادي على كافة الأصعدة الفنية والإدارية, ولكن يبدو أن البالونة انفجرت منذ اللحظة الأولى, بتمسك جوزيه بموقفه وعندما يتجاذب الطرفان الحدث فإن ذلك مدعاة إلى سقوط الاتحاد وربما رحيل مدربه وتتابع الاستقالات الإدارية واحدة تلوى الأخرى.

أما الأهلي فيعيش استقرارا إداريا وفنيا بعد تولي الأمير فهد بن خالد رئاسته خلفا لعبد العزيز العنقري, إلا أن موقف القلعة جاء مشابها للشباب، فقد عاش الفريق فراغاً فنياً إلى أن حسم بالتعاقد مع النرويجي تروند يوهان سوليد الذي وقع لمدة ثلاثة مواسم, وتولى زمام الإدارة الفنية الأسبوع الماضي بمعسكر الفريق الخارجي بالنمسا, بعد أن عاش الأهلاويون قبل توقيعه لحظات قلق خوفا من اعتذاره عن المهمة, التي ستلقي بتبعاتها على إعداد الفريق للعودة للبطولات المحلية الكبرى.

كما لم يأخذ انضمام عضو شرف النادي حسن الناقور لعضوية شرف نادي الهلال حيزا كبيرا من ردود أفعال الأهلاوية رغم أنه وجد ترحيبا رسميا من النادي الأخير وجماهيره.