بعضهم يعتبره "فناناً تشكيلياً"، لكنه يرى نفسه "خطاطاً" بامتياز، حتى وإن لم يُجدْ القاعدة الخطية. وعلى كتابات "الكبار" يعتمد عبدالرزاق حمودة في رسم نصوص جميلة لخليل مطران ونزار قباني ومحمود درويش، ولا يتوقف عند الشعراء، بل قد يصل إلى فلاسفة ومطربين أوائل كأم كلثوم.
يقول عن نفسه إنه تعلق بالخط العربي منذ إهداء زوجته الإيرانية إياه كتاب الخطاط الفرنسي العراقي الأصل حسن مسعودي قبل ثلاثة عقود، فكانت الشرارة الأولى له في التعبير عن أفكارة بالخط.
عبدالرزاق حمودة شد انتباه تشكيليين شبّان ببساطة استخداماته وسرعة إنتاجه الأعمال، لتصبح الورشة التي قدمها في فعاليات صيف أرامكو، بالظهران، مشهودة بجمهورها الغفير. وهو ما اضطر المنظمين إلى نقل ورشته الاحترافية الى ساحة معرض الخط العربي، لاستيعاب المستفيدين. وفي لقائه الجمهور تحدث عن تجربة الغربة الفنية.
حمودة يحمل الجنسية السويسرية ويعمل في حكومتها منذ 15 عاماً، ويقول إن الحركة الفنية تغيرت بالنسبة للعرب بعد 11 سبتمبر، حتى إن الفكرة السائدة لدى بعض الأوروبيين الآن هي أن العربي "دموي = قنبلة"، بل إن بعض الخطاطين اتجه الى الحروفية بدلاً من الخط العربي.
ويقول حمودة إن الثقافة التي عاشها خلال الثلاثين عاماً الماضية غيرت من منطقه، مؤكداً أن الفن لابد أن يكون متفتحاً على الأفكار العالمية ليكون عالمياً.
ويضيف أن تقنية الخط التي يستخدمها يدرجونها ضمن التشكيل، رافضاً ذلك بحجة أن كل مازاد عن النقطة فهو خط، والخط متحرك غير جامد ومتجدد ومتفتح فأخذ التعامل مع النقطة قبل الحرف، وهو يريد رد اعتبارها في اللوحة الفنية وإظهار جمالها، لان اللوحة الفنية تبدأ بنقطة، وتنتهي بنقطة والنقطة لها 360 اتجاهاً. ويمكن التعامل مع الشكل بالإضافة إلى الموضوع دون التقيد بالقواعد في رسم الحروف، حتى لا ينشغل بأي رقابة تقيد من حرية التفكير.
يصف حمودة الخطاط الكلاسيكي بأنه يمتلك مكانة عالية، أما الحروفي هو تعبير عن واقع فنان عاش عام 2010. هذه هي فلسفته البسيطة والواضحة والعميقة.
الخطاط عبدالرزاق حمودة ينظم حالياً معارض في قصر الأمم المتحدة بجنيف، كما ينظم خمسة معارض في السنة آخرها شارك فيه 9 فنانات سعوديات. وأضاف أنه يمتلك 4 آلاف عمل فني وشارك في أكثر من 200 معرض جماعي و182 معرضا شخصيا.
وقال مختتماً "الفن دولة ليبرالية لا يحكمها سلطان حاكمها الجمال والحرية".