أرجو أن تقوم الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة) بكشف حجم الديون التي يعاني منها المواطنون السعوديون.. وأرجو أن تكشف لنا عدد المواطنين والمواطنات الذين يرتهنون لقروض من البنوك الخاصة والحكومية على حد سواء..

العدد بالملايين ـ متأكد من ذلك تماما.. سمعت الرقم قبل سنوات لكن الذاكرة لا تسعفني في استذكاره بالضبط.. لكنه كان ضخماً.. لدي شعور بأن الرقم سيكون صادما لكل أطياف المجتمع..

لمصلحة من يتم حجب هذه المعلومات المهمة..؟!

أفتح موضوع الديون مرة أخرى لأن الذي يظهر لي أننا لا ندرك حجم المشكلة ولا أبعادها الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، بل وحتى النفسية.. الدلائل تؤكد أننا ماضون قدما في سياسات التكبيل للناس.. فبعد أن انتهت البنوك التجارية من تكبيل أرجل الناس.. جاءت مؤسسات الإقراض الحكومية لتقوم بتكبيل أيديهم!

قرأت تصريحا لمدير عام بنك التسليف والادخار يقول فيه إن البنك سيعمل وفقا لدراسة موسعة على تلبية احتياجات أصحاب الحاجة الماسة من الأرامل والأيتام والمعاقين، ومساعدتهم بقروض ميسرة يمنحها لهم!

يعني"ما فيش حد أحسن من حد".. الجميع يجب أن يتم تكبيلهم!

والغريب أن البنك ماضٍ بقوة في سياسته.. فالذي قرأته أن البنك يسعى لافتتاح مزيد من الفروع خلال الفترة المقبلة في المحافظات التي لا توجد له فروع فيها.. "يا تلحق يا ما تلحق".. الحجة هي "من أجل خدمة المواطنين".. والحقيقة: "من أجل تكبيل المواطنين"!

السؤال: لماذا نشجع الناس على الاقتراض؟ أريد أن أفهم: ما الفائدة من طرق أبواب الناس وحثهم على الاقتراض؟!

كما كررت أكثر من مرة سنجد أنفسنا شيئاً فشيئاً بعد سنوات قليلة وقد أصبحنا شعباً يعمل بدون رواتب.. بمعنى: سيقضي المواطن السعودي عمره كله في سداد القروض!