ما الذي يأمله موظف بعد أن يقدم شكواه للجهة العليا في عمله؟
ما الذي تفعله الجهة المسؤولة حين تصلها شكوى من موظف؟
في الحالتين الجواب المبدئي بكل سهولة هو التحقيق فيها وإشعاره بالنتيجة له أو عليه أو لا له ولا عليه وتم حفظها.
لكن هذه السهولة أحيانا تتعقد لدرجة المحال حسب موقع الشاكي والمشكو في الهرم الوظيفي.
مبدئيا فالنظام يقتضي أن كل الموظفين سواسية أمامه لكن هذه السواسية، عند التطبيق، تغدو أخت العنقاء وبنت الغول.
موظفة في إدارة تعليم تصرفت ـ كما تقول ـ حسب ما يمليه واجبها العملي وتقتضيه المصلحة إلا أن تصرفها لم يعجب المدير الذي كان له رأي آخر، فغضب وخاطبها بلغة شعرت أنها جرحتها، فرفعت به شكوى لوزارة التربية والتعليم، فغضب مرة أخرى وسحب منها مهماتها ولم يسند إليها أي عمل لمدة تزيد على عام، كانت تحضر يوميا بلا عمل.
قدمت شكواها في عام 1428، تابعتها بالهاتف، وبواسطة بعض أقارب في الرياض، وبواسطة مسافرين من محافظتها للرياض، بلا جدوى.
تغير طاقم الوزارة وجاء طاقم جديد فيه معالي السيدة نورة الفايز نائب الوزير، استبشرت الموظفة خيرا، عقبت على شكواها وتمكنت من حجز موعد لمكالمة مع معاليها، وفعلا تلقت مكالمة في اليوم التالي من مكتبها ووعدتها بالبت العاجل في موضوعها، انتظرت شهورا بلا جدوى، أصبحت تتصل على كل تلفونات الإدارات المعنية في الوزارة، من يرد عليها مرة لا يرد عليها ثانية، صارت تحفظ أسماءهم واحدا واحدا من تقاعد منهم ومن بقي.
هي الآن لا تعلم أين معاملتها ولا ماذا تم فيها. تقول إنها تتمنى أن تتلقى أي إفادة لها أو عليها أو تم حفظ المعاملة، فإما أن تقتنع وإما أن تتقدم لديوان المظالم.
أبسط حقوقها كإنسانة أن تحصل على العدل، وكشاكية أن تحظى بإجابة، وكمواطنة أن تشعر أنها محل اهتمام المسؤولين.
هل في الوزارات منطقة ثقب أسود تحكمها فيزياء خاصة تبتلع "بعض" المعاملات فيضيع أثرها.
أربع سنوات أليست كافية للبت في شكوى بسيطة يا خلق الله؟