يخوض 6 من الشبان المهندمين سباقا لا يسعون من ورائه إلى تحقيق المال أوالشهرة بل الفوز بلقب الإمام "الأكثر تدينا" في برنامج تلفزيوني واقعي من نوع مختلف. وكان 10 متنافسين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و27 عاما قد بدؤوا في مايو الماضي إجراء اختبارات عملية ونظرية تشمل تلاوة آيات من القرآن الكريم و إجراء عملية الغسل للميت وتكفينه لدفنه ضمن فقرات البرنامج التلفزيوني المدهش الذي أطلق عليه اسم "الإمام الشاب". ويختلف المشاركون في البرنامج الذين يرتدون السترات السوداء الأنيقة وتعلو رؤوسهم قبعات مناسبة مع السترات، و يتراوحون بين رجل دين وطالب ورجل أعمال ومزارع، عن الإئمة كبار السن الذين يتسمون بملابسهم المتواضعة.

وبخلاف البرامج التلفزيونية الواقعية الأخرى لا يحصل الفائز على مال أوشهرة. وتشمل قائمة الجوائز زيارة إلى مكة لأداء فريضة الحج ومنحة تعليمية بجامعة المدينة المنورة بالسعودية وسيارة وكمبيوتر محمول (لاب توب). وبخلاف العروض التلفزيونية الواقعية الأخرى لا يتعرض المتنافسون للهزيمة من قبل أقرانهم أو من جانب المشاهدين، لكن تتم إعادتهم إلى منازلهم واحدا تلو الآخر استنادا إلى نتائج "اختباراتهم" الأسبوعية.

وقال عضو هيئة التحكيم الوحيد في البرنامج ويدعى حسن محمود وهو الإمام الكبير السابق بالمسجد الماليزي في كوالالمبور إن البرنامج يهدف إلى اختيار مجموعة كبيرة من رجال الدين الشبان لتقديم المساعدة في محاربة الأمراض الاجتماعية بين الشبان المسلمين الماليزيين.

ويرشد حسن إلى جانب اثنين من المسؤولين عن تنظيم البرنامج المتنافسين خلال المسابقات التي يخوضونها قبل أن يتم استبعاد أحدهم من البرنامج كل أسبوع استنادا إلى أدائه في الاختبارات.

وأثار البرنامج الذي يذاع على مدى عشرة أسابيع اهتماما شعبيا واسعا وانهالت تعليقات على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) لمشجعين كتبوا تعليقات تأييدا للمتنافسين وللبرنامج. وجاء في تعليق نشر مؤخرا على موقع (فيس بوك): "استمروا واستمروا أيها الأئمة الشبان". وكتب مشجع آخر من الشباب قائلا "بفضل الله سيكون هناك المزيد والمزيد من البرامج التلفزيونية التي تهدف إلى ترسيخ إيماننا وأخلاقياتنا".

ومما لا يثير الاستغراب حقيقة أن الكثير من مؤيدي البرنامج من النساء المسلمات الشابات اللاتي يشجعن المنافسين المفضلين لديهن بدون الشعور بأي إحراج. وقالت إحدى مؤيدات البرنامج التي لم ترغب سوى أن تعرف باسم (ياتي) "إنهم شباب ويتسمون بوسامتهم ومعظمهم غير متزوجين".

وأضافت في حديثها عن المتسابقين "سيكون كل منهم زوجا تحلم به أي فتاة مسلمة متدينة".