العام الماضي كنت مدعوا لجائزة مكة للتميز.. حينما دخلت إلى قاعة (الهيلتون) وجدت القائمين على التنظيم يحملون كشوفات بأيديهم.. سألوني عن اسمي فأخبرتهم.. بحثوا في الكشوفات وقالوا لي رقم مقعدك 34 أو 43ـ لا أذكر الرقم بالضبط ـ وأعطوني ورقة صغيرة مطبوعا عليها الرقم.. داخل الصالة كان هناك مجموعة أخرى من المنظمين.. ذهب معي أحدهم حتى جاء بي للمقعد المحدد بالورقة.. أذكر أنني وجدت قينان الغامدي وعلي الموسى وآخرين.. سألتهم فقالوا إنهم مروا بنفس الطريق والطريقة.

استهوتني الفكرة تماما..

لم يكن هناك أوراق ملصقة على الكراسي (محجوز)، أو الأمير أو الوزير أو الشيخ أو غيره.. أو لافتات كبيرة (الأمراء) ..(الوزراء).. (الإعلاميون) .. كل هذه الأمور تمت معالجتها بأسلوب تنظيمي جميل.. كل مدعو يدخل وهو يعرف رقم المقعد الذي يجلس عليه.. وتتم العملية بهدوء ودون فوضى؛ بحيث يتم ترتيب الكراسي والأرقام وفقا للاعتبارات المرعية في مثل هذه المناسبات..

الذي ألاحظه في احتفالات كثيرة في بلادنا هو حجم الإحراج الذي يجده منظمو الحفلات.. يجدون أنفسهم في موقف حرج أمام من يجلسون في أماكن ليست مخصصة لهم.. تحت (البشوت) تضيع هويات كثيرة.. لا أحد يعرف المكان الملائم للشخص.. هناك أشخاص يحضرون قبل المناسبة بساعة أحيانا كي يظفروا بمقعد في الصف الأول..!

هناك من يشاهد مقعدا خاليا في الصف الأول، فينطلق من الخلف نحو المقدمة كأنه في مضمار خيل في المنعطف الأخير.. المحرج أكثر حينما تقوم من مكانك للسلام لتعود فتجد أن أحدهم سطا عليه!

لماذا لا نقوم بتنسيق المقاعد في الحفلات العامة حتى لا نحرج أنفسنا أمام ضيوف كبار في السن والمكانة والمنصب، فنعالج ذلك بسحب كراسي من الخلف ونضعها في المقدمة فتتحول الصالة إلى ما يشبه مدرج كرة قدم!