الوطن/ ألو.. الفنان ياسر العظمة؟

ياسر/ نعم.

أنت فنان قومي؟

كيف حكمت أنني فنان قومي؟

شاهدناك في "غربة" كنت في ريعان شبابك.

وأنا أفتخر بأني عربي، ولعلمك مازلت شابا.

أين ذهبت تلك الكوكبة العظيمة؟

أي كوكبة؟

أنت ودريد وصباح الجزائري وآخرون؟

دوام الحال من المحال.

لماذا تفرقتم؟

أصبح كل واحد له ارتباطاته.

أو أن لغياب الماغوط دورا كبيرا في ذلك؟

لا شك أن الماغوط ترك فراغا ليس فيما يخص المسرح، لقد افتقدته الثقافة السورية والعربية بشكل عام.

في "غربة" تنبأتم بالهجرة العربية؟

هذا دور الفن الحقيقي.

الآن يموت الشباب المهاجر على شواطئ أوروبا.

نعم وهذا ما يحز في النفس.

متى يتألم الفنان؟

أعتقد أن الفنان دائم الألم وإلا لا يصلح أن يكون فنانا.

أنت على ماذا تتألم؟

أتألم عندما أرى العالم العربي بثرواته وإمكاناته الضخمة يستورد كل شيء ولا يصنع أي شيء.

أنت مهتم بالسياسة؟

لا ولكن هذا هو الواقع.

أي واقع؟

واقع أن العالم العربي ينقصه الكثير من التقدم.

لم أسألك عن شخصك؟

تفضل اسأل؟

أنت من المدينة أم من الريف؟

أنا من دمشق.

من أي حواري دمشق؟

من سوق سأروب.

عائلة العظمة عائلة ثائرة؟

نعم.

لماذا تقولها بتردد؟

أنا من عائلة يوسف العظمة.

ولهذا أنت ثائر على الفن؟

نرجو أن نكون محرضين على اجتناب الخطأ.

هل أنت نادم على دخولك المسرح؟

لماذا أندم وحياتي كلها مسرح؟

لأنك ابتعدت عن المسرح في الآونة الأخيرة.

ربما لأن الظروف تغيرت.

تلك المسرحيات الملتهبة أين ذهبت؟

لم تذهب.

كيف لم تذهب وهي الآن في حكم الماضي؟

تلك المسرحيات أسست لما نحن عليه الآن، وأنتجت وعيا وفنانين وشكلت وعيا جماهيريا.

في طفولتك هل جربت الحرمان؟

نعم جربت الحرمان.

في "مرايا" و"عشنا وشفنا" يقال أنك تحتكر بعض الوجوه؟

أي وجوه؟

الوجوه الفنية، بمعنى أنك تتقشف بأجر الفنانين.

هذا كلام غير دقيق أنا أشجع كل الفنانين بلا استثناء.

طرحك في مرايا جريء لدرجة مرعبة.

جريء لأن كلمة الحق دائما جريئة.

ألا تخاف من هذه الجرأة؟

لماذا أخاف؟

لا أدري لكن سقف الحرية في العالم العربي لا يحتمل.

لم تقل لي ممن أخاف؟

من زوار الفجر.

لا.

هل زوار الفجر انقرضوا مثلا؟

نأمل ذلك.

أنت لم تجرب بحياتك زوار الفجر؟

لا لم يحدث أن زاروني، لأن العالم العربي تجاوز العديد من سلبياته.

أنت تغوص في أعماق الجرح العربي؟

أنا مهمتي كفنان أقدم رؤية.

هل حدث أن عوقبت؟

لا لم يحدث.

مع أنك كثيرا ما تتجاوز؟

أنت لك رغبة أن أعاقب؟

لا.

أخي أنا والرقابة في بلدي في خندق واحد، ارتحت؟

أنا أتمنى لك الخير يا أستاذ ياسر.

شكرا أخي.

أنت فنان مخضرم؟

مخضرم (بشو)؟

بفنك، برؤيتك، بطرحك.

نأمل ذلك ونأمل أن نحقق رغبة المشاهد في جميع أنحاء العالم العربي.

هل الفنان العربي لا يزال يعاني من مقص الرقيب؟

أنا في بلدي الرقابة تكون دائما عونا لي.

هذه مجاملة؟

أبدا هذه الحقيقة.

كيف تكون الرقابة دائما عونا لك؟

لأنني أنا والرقابة نحمل هما واحدا وخندقا واحدا.

لماذا لا تعود للمسرح؟

تصور أنني هذه الأيام أفكر بجدية بالعودة للمسرح.

إذا عدت للمسرح هل تأتي بكل الفنانين القدامى؟

حسب الرغبة.

من خلال اتصالاتي بك كثيرا ما أجدك في وزارة الإعلام.

وشو فيها؟

هل تراجع الوزارة للفسح مثلا؟

نعم كنت أتفق مع الوزارة على بعض المسلسلات.

هل تواجه مشكلة في فسح بعض أعمالك؟

أبدا، الوزارة متعاونة معي دائما.

هل أنت ثري من الفن؟

مستورة.

ما نوع سيارتك؟

بي إم دبليو.

ماذا تسمع من أغانٍ؟

عبدالوهاب ومقطوعات موسيقية.

هل لك صداقات سياسية؟

لي صداقات داخل بلدي وخارج بلدي.

هل مازلت تعتبر أمريكا إمبريالية؟

إذا كانت أمريكا غاشمة نعم أنعتها بالإمبريالية.

هل مازلت تؤمن بفكرة المؤامرة؟

إذا كان الطرف المقابل أمريكا نعم أؤمن بفكرة المؤامرة.

لماذا لا تكرم؟

علمي علمك.

لماذا لا يكرم المبدع العربي إلا بعد موته؟

أنا لا أحفل بالتكريم.

لماذا؟

لأن التكريم الحقيقي هو تكريم الناس للفنان.

هل زرت السعودية؟

نعم زرت الرياض وجدة وحائل والباحة والقطيف.

حوارنا انتهى شكرا لك.

عفوا.