مات الدكتورغازي القصيبي الذي ظل يدافع لسنوات طويلة عن السعودة دون أن يرى "جمعة الفرح" كما يطلق عليها السعوديون التي وضع فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العديد من الحوافزالاقتصادية لحل مشكلة البطالة التي ظل القصيبي ومن قبله يبحثون عن حلها طويلاً.

مات القصيبي ولم يرأهم حافز وهو الحد الأدنى عند 3000 ريال ولم ير إعانة للبطالة تقدم إلى العاطلين بالرغم من أنه كان يعمل لسنين على تشييد بنية تحتية للقطاع الخاص بحوافز لاقناعه بتوظيف الشباب.

إن الاقتصاديين أصحاب نظرية سوق "العمل الحر" من أمثال الدكتور غازي ليسوا على خطأ، ولكنهم اعتمدوا كثيراً على العوامل الأساسية للنظرية وركزوا على توفير الحافز للمواطن للدخول في القطاع الخاص ولصاحب رأس المال لتوظيفه، ولكن الحافز الاقتصادي لا يكفي فبدون الإرادة السياسية والانتماء الوطني لا يمكن أن تقوم منظومة اقتصادية وطنية.

لقد خلق أبو متعب الحافز للجميع بإرادته السياسية القوية ولكن لا يمكن للاقتصاد أن يستمر في توفير المزيد من فرص العمل بدون المزيد من الحوافز.

هناك العديد من الشركات التي تفاعلت مع الأوامر الملكية ورفعت الحد الأدنى وصرفت مكافأة راتبين ولكن كيف سيستمر القطاع الخاص في توفير فرص العمل وإعطاء الشباب المرتبات الجيدة مالم يكن هناك حوافز تشجعه على الاستمرار في ذلك؟

لا نريد من القطاع الخاص أن يعود كما كان لذا يجب على الشباب أن يثبتوا أحقيتهم بدعم الملك لهم من خلال العمل الجاد والشاق، ويجب على القطاع الخاص أن يتبناهم ويحتضنهم ليس لمجرد التفاعل مع الإرادة السياسية بل لإيمانه العميق بأهمية استقرار الوطن واقتصاده. ويجب على الجامعات أن تساعد كذلك في خلق حافز للقطاع الخاص بأن يوظف خريجيها. وفي النهاية طالما أننا نخلق "الحوافز" فإننا سنخلق "الفرص".