بشجاعته وصراحته المعهودة، أجاب قائد الاتحاد محمد نور عن تساؤلات كثيرة شغلت الاتحاديين في الفترة الأخيرة، وقال بلا تحفظ لبرنامج صدى الملاعب أول من أمس، إن هناك مشاكل إدارية وأخرى فنية عصفت بآمال الفريق في المنافسة على لقب الدوري المحلي، وقال أيضاً وهو في طريقه إلى فرنسا للعودة منها بقناع واق يمنع مضاعة إصابته، إن العاقل هو من استبعد الاتحاد عن اللقب في الموسم المحلي بمجرد وصوله إلى الرقم "تسعة" من التعادلات المتتالية، والمجنون هو من كان يتوقع منافسة الاتحاد للهلال في الموسم الحالي.
وقال أيضاً إن آماله الشخصية في فوز فريقه باللقب، انتهت بمجرد نهاية مباراتهم أمام الهلال في جدة بالتعادل.. إلى هنا انتهت النقاط المهمة في حديث نور الفضائي (غير المفبرك).
أظن أن نور نجح إلى حد ما في تشخيص جزء مما عانى منه جسد العميد من داء، لكنه ترك كتابة الروشتة وصرف الدواء المناسب لأصحاب الشأن والقرار في النادي العريق.
وبمناسبة أصحاب القرار في الاتحاد .. أين هم الآن؟، ففي الماضي القريب كان رجالات العميد من خارج مجلس الإدارة، الأشهر والأكثر حضوراً مقارنة بنظرائهم في الأندية الأخرى، حتى أن أسماءهم باتت محفوظة بالنسبة للمشجع والمتابع والقارئ أكثر من أعضاء مجلس الإدارة، وعُرف عنهم أيضاً تخطيهم حدود الدعم المادي للنادي ولفرقه المختلفة، ووصولهم إلى الاستماتة دفاعاً عن أية حقوق مسلوبة.. فأين كل ذلك الآن؟
لنقلها بصراحة .. الشكل الخارجي للاتحاد بات هشاً، وجداره أصبح سهل الاختراق، ولم يعد قبلة وقدوة كما كان، فلا أسماء قوية واضحة حول مجلس الإدارة، ولا رؤى وبرامج مقدمة، ولا مقترحات تؤكد الالتفاف حول من (يبصم على القرارات)، كما هو الحال في أندية بازرة كثيرة.
الاتحاديون أنفسهم هم من تسبب في تهالك الفريق وانخفاض صوته وأفول نجمه وقتل طموحات لاعبيه على الأقل محلياً، فالغالبية - إن لم يكن الكل - تفرغوا للمشاهدة واكتفوا بالفرجة على مجلس إدارة هم من أحضروه، وعندما سعى البعض إلى العودة من بعيد، فضل أن تكون عن طريق تصفية حسابات قديمة بدلاً من تنقية الأجواء بفتح صفحات جديدة.
لن يعود العميد ولن تعود المتعة لكرته، ما لم يبعد رجالاته أياديهم عن خدودهم ويغرسونها في جذور مشاكله لاجتثاث كل ما هو غير مرغوب فيه.