يحكى أن فعالية اقتصادية أقيمت، هذه الأيام، في شيكاغو تحت عنوان "منتدى الأعمال السعودي الأمريكي". وأول من أمس اختتمت الفعالية نفسها، بعد مشاركة أسماء اقتصادية وسياسية من وزن ثقيل.

ولكن ما الجديد؟!

الجديد لم يأتِ بعد..!

أكثر من مئتي شخصية سياسية واقتصادية سعودية، وعدد ضخم من رجال الأعمال، ومثلهم من سيدات الأعمال.. وخلال مدة انعقاد المنتدى قدّموا أوراق عمل لاقت إعجاباً من المشاركين الأمريكيين الذين تجاوز عددهم ألفاً ومئتي مشارك.

وماذا بعد..!

المنتدى كان واحداً من ثمار اللجنة السعودية الأمريكية للحوار الاستراتيجي التي تُعد الكبرى من نوعها في تاريخ العلاقات السعودية الامريكية، والهدف منها حفز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتوسيع حجم التبادل التجاري والشراكة في مجال الأعمال من خلال شرح وتشجيع فرص الاستثمار المتبادل بين البلدين في مختلف المجالات وبما يحقق مصالحهما ويدعم نموهما الاقتصادي والاجتماعي.

وفي الملتقى قدم متحدثون كبار أوراق عمل تناولت الاستثمار في الموارد البشرية والتعليم والنفط والغاز والطاقة والبتروكمياويات والقطاعات الصغيرة والمتوسطة، ونقل التقنية، وتوفير الفرص الوظيفية. المتحدثون السعوديون والمشاركون أبهروا الحضور بطروحاتهم وكذلك الحضور النسائي المشارك الذي قدم مشاركة ملفتة. وعرضت فرصا استثمارية متنوعة في عدة مجالات بقيمة تقدر بتريليون ريال"ألف مليار ريال".

أين الخلل..؟

الخلل في أن هذه الفعالية الكبيرة لم يعرف أحد عنها شيئاً. لا متابعة إعلامية كافية، ولا حضورا إعلاميا سعوديا مناسبا. بل إن وزارة التجارة لم تشعر بأهمية الفعل الإعلامي لمناسبة بهذا الحجم. والطريف أن الحضور الإعلامي السعودي تمثل في دعوة أحد قياديي وزارة الإعلام الذي اكتفى بإحضار فنانة تشكيلية ومندوب لوكالة الأنباء السعودية.

كان بالإمكان أن يُستفاد من هذا الحدث بشكل يخدم مصالح المملكة ويوسع دائرة الاهتمام بنا من خلال دعوة وسائل إعلام أمريكية تنقل هذا الحدث إلى الشعب الأمريكي وخصوصا أن متحدثينا لم يبقوا شاردة ولا واردة إلا وتطرقوا إليها.

مئات الملايين يمكن أن تنفق من أجل حملة علاقات عامة لتحسين صورة منتج أو سياسة أو حتى شخص.

فما الذي حدث لهذا المنتدى الذي فقد فرصة سانحة لظهور الصوت السعودي بشكل أفضل ليتحدّث مع وسائل الإعلام الأمريكية بكل طلاقة واقتدار...؟

الشركات الراعية للمنتدى كبيرة وتعد من أكبر الشركات الأمريكية كما يوضح موقع المنتدى. ومثلها شركات سعودية دفعت الملايين من أجل أن تحظى بميزات الراعي، وأقلها الحضور الإعلامي وليس مقعداً في مؤتمر ودرع تكريم.

أعطوا الخبز خبازه...!