وجه عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي رسالة إلى وزارة الخارجية يستفسرون فيها عن الدور الذي لعبته شركة بريتش بتروليوم البريطانية "بي بي" في إطلاق سراح عبد الباسط المقرحي من السجون الأسكتلندية. وكان المقرحي قد أدين في قضية تفجير طائرة أمريكية فوق أسكتلندا في الثمانينيات بعد أن وافقت ليبيا على تسليمه للمحاكمة وتسوية القضية مقابل إنهاء العقوبات الدولية المفروضة عليها. وتبع ذلك الإفراج عن المقرحي بدعوى تدهور حالته الصحية وإعادته إلى وطنه.

وقال أعضاء الكونجرس في الرسالة التي أكد نبأ إرسالها الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي إنهم يريدون إيضاحا مفصلا من السلطات الأمريكية عما إذا كانت شركة النفط البريطانية قد حصلت على عقود نفطية ليبية ذات هامش ربحي كبير مقابل الإفراج عن المقرحي. ويأتي خطاب أعضاء الكونجرس في سياق الإعداد لمقاضاة الشركة البريطانية بسبب انفجار منصة بحرية للتنقيب تابعة لها بالقرب من سواحل خليج المكسيك مما أدى إلى كارثة تلوث بيئي اعتبرتها الولايات المتحدة الأسوأ في تاريخها.

وأشارت تقارير أمريكية إلى الدور المميز الذي لعبه أحد مسؤولي الشركة البريطانية وهو مارك آلان الذي عمل لسنوات طويلة مسؤولا في المخابرات البريطانية أيضا، وانضم آلان إلى طاقم مستشاري بريتش بتروليوم عقب تركه المخابرات البريطانية، إلا أن أعضاء في الكونجرس يعتقدون أنه لم يترك موقعه الرسمي إلا من الناحية الظاهرية. وكان آلان قد عمل على تسوية الخلافات مع ليبيا خلال عمله وهو يتمتع بعلاقات قوية في طرابلس. ونسبت إليه تقارير أمريكية قيامه بالدور الأهم كقناة اتصال غير ظاهرة بين لندن وطرابلس خلال المفاوضات الحساسة التي رافقت جهود تسوية النزاع الغربي – الليبي.

بيد أن أعضاء الكونجرس المعترضين على صفقة إطلاق المقرحي يرون أن لندن استثمرت الأزمة لصالح شركاتها النفطية على حساب الشركات الأمريكية، في المقابل، أكدت شركة (بي.بي) البريطانية أمس أنها ضغطت على الحكومة البريطانية أواخر عام 2007 بشأن اتفاق لتبادل السجناء مع ليبيا بسبب قلقها من أن يؤدي التأخر في اتخاذ قرار بهذا الشأن إلى تعطيل اتفاق للتنقيب عن النفط قبالة السواحل الليبية، إلا أن الشركة نفت تدخلها في صفقة الإفراج عن المقرحي.

وأضافت "قرار الإفراج عن المقرحي في أغسطس 2009 اتخذته الحكومة الأسكتلندية، وليس للشركة أن تعلق على قرار الحكومة الأسكتلندية، وأنها لم تتدخل في أي مناقشات من هذا القبيل تتعلق بالإفراج عن المقرحي".