الحقيقة التي لا يريد أن يسمعها عشاق الورق.. أن الخبر الصحفي حينما ينشر في صحيفة إلكترونية يجد صدى كبيرا للغاية..

الانتشار لدى الصحف الإلكترونية لا يمكن مقارنته بانتشار الصحف التقليدية..

يحكي لي أحد الزملاء ـ وهذه أذكرها من باب الطرافة ـ أنه نشر خبرا في الصحيفة الورقية التي يعمل بها، ولم يحظ الخبر بأي تعليق، بل حتى في تصنيفات الصحيفة لم يحصل على أي مركز متقدم.. الخبر كان سبقا صحفيا مميزا، وهو ما زاد من حسرته!

يقول إنه أوعز لأحد زملائه في صحيفة إلكترونية أن يعيد نشر الخبر.. وحينما تم النشر فوجئ بعشرات التعليقات، وفوجئ بالخبر يتم تدواله على شبكة الإنترنت.. بل فوجئ بما هو أكبر، إذ إن عدد القراء تجاوز العشرين ألف قارئ!

هذه حقيقة ليست بحاجة لمن يؤكدها..

والأغرب والأعجب أن جوال صحيفة إلكترونية واحد يمتلك من المشتركين ما لا تمتلكه الصحف السعودية مجتمعة.. هذه أيضاً حقيقة مثبتة لا تخضع للانطباعات أو الأمزجة!

الذي يثير الاستغراب هو الصمت الذي يمارسه مسؤولو الصحف الورقية أمام هذا المد الإلكتروني.. حالة اللامبالاة.. التقليل من أثر الصحف الإلكترونية غير ذي قيمة في زمن (الآي فون) و(الآي باد) و(البلاك بيري)!

الصحف الإلكترونية تجاوزت الحدود والقارات وأصبحت مهمة في حياة الناس.. بل إن هناك من يقول إنها لم تعد منافسة للورقية، بل أصبحت بديلا لها!

الصحف الورقية تمتلك الخبرة والتاريخ والمال والمساهمين والإعلانات والاشتراكات والمبيعات.. بينما الصحف الإلكترونية لا تملك سوى جوال إخباري، وأربعة أو خمسة إعلانات متفرقة على واجهة الموقع..

نختم بالسؤال الذي طرحناه مرارا وأعيد طرحه اليوم: لماذا لا تقوم الصحف السعودية بتطوير مواقعها على شبكة الإنترنت؛ بحيث تتحول هذه المواقع إلى صحف إلكترونية يتم تحديثها على مدار الساعة؟!

أليس ذلك أفضل من موقع نائم لا تتحرك فيه سوى تعليقات القراء؟!