من يتجول بحي البغدادية ،وتحديدا في حارة الجماجمة كما يعرفه الكثيرون ير القصور الفاخرة التي بنيت بحجر المنقبي ،وتعتبر هذه الحارة هي الأولى التي تمردت على أسوار جدة القديمة، وأطلق على الحي العديد من المسميات التي تداولها سكانه ،حيث كان يعرف الجزء الشرقي منها بالحبوبة ،ورأس القائم لأنه على شكل ممتد يشبه اللسان ، وهو الاسم الذي أطلقه سكان البحر الذين أقاموا بالمنطقة ،ثم أطلق عليه مسمي البغدادية، وجاءت التسمية نسبة إلى الشيخ صادق باشا بغدادي رجل المالية في عهد الشريف علي حاكم جدة ، وانقسمت لقسمين ، الشرقية وهي أساس الحي ،والغربية وهي التي استحدثت في عهد الملك سعود رحمه الله .
ويذكر زامل جميل سلامة -ابن العمدة السابق للحي : لم تكن البغدادية الغربية مكتظة بالسكان وكان فيها القليل من الفلـل لرجال الأعمال وكبار موظفي الدولة ،كما تضم البغدادية الشرقية العديد من المدارس حتى أطلق على أحد شوارعها مسمي شارع المدارس فأقدم مدرسة كانت مدرسة العزيزية التي أسست عام 1369هـ وتخرج منها العديد من الشخصيات البارزة في الدولة ومن معالم البغدادية الشرقية البازان ، وهو عبارة عن خط أنابيب ممتد يوصل المياة إلى منطقة معينه ويتفرع منها العديد من الانابيب لتقديمها للسكان ، وأول مأمور للبازان هو الشيخ أحمد الباشا ،كذلك من الآثار الموجودة في البغدادية وشهدت عصرا زاهرا السنترال والذي يقع شمال فندق قصر الحرمين الحالي ،وتضم البغدادية أول مطار في الحجاز شمال مبنى وزارة الخارجية، وقد تم نقله إلى حي الشرفية ثم إلى موقعه الحالي في عام 1400 هـ .
وعن حارات الحي يقول سلامة في البغدادية الشرقية عدة حارات قديمة هي حارة العمدة وحارة الجماجمة وحارة البازان وحارة الينبعاوية وحارة الترسانة وحوش الزهارين أما الحارات المستحدثة فهي حارة الهنود .
وأضاف أن الحي يعاني من انتشارالقوارض والحشرات التي تسبب قلقا للسكان كالفئران التي أحدثت العديد من الحفر تحت أرضيات المنازل ، كما أحدثت مياه السيول فجوات عميقة واتسع حجم هذه الحفر التي قامت بحفرها القوارض ،ولم تتم معالجة الأمر، وقد تسببت هذه الحفر العميقة في انهيار منزلين .
ويوجد العديد من الشوارع في منطقة البغدادية الشرقية تعاني من مشكلة عدم وجود صرف صحي حتى أصبحت شبيهة بحوض السباحة ، وتهدد سكان الحي بالأمراض الوبائية التي تنقلها الحشرات وتتسبب في انتشار الأمراض المختلفة
وقال خالد تاج سلامة -أحد السكان بالحي- : الدنيا تغيرت كثيرا في الحي ، لقد صرنا نعيش وسط غابات من الأسمنت والحديد المسلح و،كان بالحي منذ السبعينيات الهجرية سوقا واحدا بشارع المدارس وفيه اللحوم والخضروات ومخبز المعلم طه، وفي طرفه الشرقي أشهر حلواني وهو أحمد الحلواني وإلى جواره قهوة البغدادية .
ويضيف: اشتهر الحي الشرقي بأشهر المطاعم منذ عهد طويل ،فمن أشهرها مطعم عبد الله حسين بمنزل باخشوين وقد اشتهر بالبامية بذيل الخروف السواكني كذلك مطعم الجاوي للمعلم الجنبي ومطعم المعلم بشير السوداني.
لكن أشهر معالم البغدادية مايعرف بالمنقبة، وتقع المنقبة على طريق المدينة النازل أمام محافظة جدة الحالية ، وهي عبارة عن حفرة يستخرج منها حجر الكاشور المنقبي ،وسمي بالمنقبي لأنه يستخرج بالحفر والتنقيب وأشهر رجال المنقبة المعلم مسعود جابر والمعلم برجس جابر والمعلم مرزوق جابر وكانوا يستخرجون كتل الحجر الكاشور من باطن الأرض ثم يقومون بنقره بقدوم خاص وتعديل أضلاعه ليشابه البلك – والحجر الكاشور المنقبي بنيت به جميع منازل جدة التاريخية بمنطقة البلد وبعض دور حي البغدادية والهنداوية والكندرة والعمارية وغيرها ومن
من جهتة ذكر العم سعيد حامد من سكان البغدادية أن الحي لايزال بحاجة للعديد من الخدمات كالصرف الصحي وتنظيم الشوارع ، ونزع فتيل الخطر الناتج عن وجود الأزقة الضيقة التي سيطر عليها العمال الوفدون ، مضيفا :هناك بعض البيوت التي هجرها أصحابها وتركت مهملة وأصبحت مأوى للبعض من يقوم بعمل أفعال غير أخلاقية.