كشفت استشارية الأعصاب والدماغ بمستشفى أرامكو الدكتورة شيرين قريشي عن ارتفاع معدلات الإصابة بمرض "التصلب اللويحي" في دول الخليج وفي المملكة على وجه التحديد، حيث ذكرت قريشي لـ"الوطن" أن هذا المرض يعد من لأمراض النادرة التي لا يمكن تفاديها فهو يصيب الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من الدماغ والحبل الشوكي مما قد يفقد الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض التحكم والسيطرة على العضلات. وأضافت أن عدد المصابين بالتصلب يقدر بمليوني شخص حول العالم. وهو يمثل الحالة المرضية العصبية الأكثر شيوعا بين البالغين في نصف الكرة الشمالي، وتبلغ نسبة الإصابة بالمرض بين السيدات والرجال 3 إلى 1، حيث تبدأ أعراضه في الظهور في بداية الثلاثينيات من العمر.
وأبانت الدكتورة قريشي في الوقت نفسه أن العديد من المصابين بهذا المرض لا تتأثر حياتهم إلا بشكل طفيف، حيث إنه يوجد نوعان من الأعراض المرضية للتصلب اللويحي منها ما يدوم لأيام وأسابيع، وهو الشائع، والذي يسمى "التصلب المتكرر الانتكاس والخمود"، ومنه ما يستمر لفترة لا تتعدى فترة معدودة تترافق معها العلامات الأولى لظهور المرض، ويسمى "التصلب المتعدد المتفاقم الأساسي"، وهو ما يعتبر الأقل شيوعا. وعن أعراض هذا المرض قالت الدكتورة شيرين إن المريض يشعر بالعادة على شعور مبهم بالضعف أو ثقل في الحركة أو الإعياء، وقد يصاب نظره بالتشويش، أو تصاب أكثر من منطقة في جسده بالوخز والتنميل، وعادة ما تظهر كل تلك الأعراض فجأة، وتختفي دون سابق إنذار، ومن الأعراض ما يستمر لفترات طويلة، حيث إن هذا المرض يترافقه كذلك مجموعة أخرى من الأعراض منها ضعف الأطراف، وتيبس العضلات، والدوار، وفقدان السيطرة على المثانة والاكتئاب، وفقدان الذاكرة، حيث تسمى الفترات التي لا تظهر فيها هذه الأعراض بفترات "الخمود"، وخلالها يمارس المريض نشاطه الحياتي على النحو الطبيعي. وعن كيفية تشخيص هذا المرض أوضحت الدكتورة قريشي أن التصوير عبر الرنين المغناطيسي هو الطريقة المثلى لفحص التصلب المتعدد، حيث يؤمّن هذا النوع من الفحص صوراً تشبه تلك المأخوذة بالأشعة السينية، ولكنها أفضل من غيرها في رؤية مناطق معينة في الجهاز العصبي، وباستخدامها أيضاً يمكن رؤية المناطق التي أصيب فيها النخاعان بالتلف، وأيضاً لكسر الشك باليقين يعمل للمريض تحاليل للتأكيد من البروتين في سائل العامود الفقري. أما العلاجات الخاصة بهذا المرض فحتى الآن وبحسب ما قالته الدكتورة "لا يوجد علاج فعلي لهذا المرض، حيث إن العلاجات المتوافرة هي فقط وقتية تساعد على تقليص الفترة الزمنية للأعراض، أو زيادة فترات الخمود لهذا المرض، وأضافت الدكتورة أن المساندة العاطفية لها دور فعال في تقليص أعراض هذا المرض، ولهذا يجب أن يكون المريض على قدرة كافية للتعامل مع العواقب العاطفية لهذا المرض، خاصة وأن أحد أعراضه هي الشعور بالاكتئاب.