عادت أعمال العنف تسيطر على مدن العراق، حيث قتل 11 شخصا أمس، فيما البلاد تدخل في فراع دستوري حال دون تشكيل الحكومة وتعيين رئيسي البلاد والبرلمان، في وقت يتردد فيه أن إيران ستوفد مسؤولا لضمان تشكيل حكومة موالية لطهران.
فقد حملت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي أطرافا سياسية مسؤولية دخول البلاد في فراغ دستوري، نظرا لفشل الكتل النيابية في التوصل إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة، واختيار المرشحين لمناصب الرئاسات الثلاث.
ومع استمرار الجدل والخلاف حول ما طرحته المحكمة الاتحادية حول الكتلة أو القائمة التي ستكلف بتشكيل الحكومة، عزا القيادي في العراقية أسامة النجيفي أسباب الأزمة الحالية في البلاد إلى التفسيرات السياسية لمواد الدستور وقال لـ "الوطن" إن "الدستور أثار الجدل والخلاف والغموض أثناء تطبيق بعض مواده، لأنه كتب في ظرف استثنائي، وحصلت بعض الكتل على مكاسب منه ترفض التنازل عنها في الوقت الحاضر"، رافضا اعتماد الانتقائية في تفسير المواد الدستورية، مشددا على اعتماد دستور دائم في البلاد.
يشار إلى أن مجلس النواب السابق أخفق في إنجاز جميع التعديلات الدستورية، وفي ضوء ذلك تم ترحيل المواد موضع الخلاف إلى البرلمان الجديد.
ومع دخول العراق في الفراغ الدستوري واتساع الخلاف حول اختيار المرشح لمنصب رئيس الوزراء نفى ائتلاف دولة القانون طرح مرشح، مجددا تمسكه بولاية ثانية لنوري المالكي، "نظرا لما حققه من إنجاز خلال السنوات الأربع الماضية" بحسب النائب حسين الأسدي الذي اعترف بوجود صعوبات تعترض اتفاق دولة القانون وحليفه الوطني العراقي على اختيار المرشح للمنصب، مستبعدا انسحاب دولة القانون من التحالف الوطني "لأن ذلك سيؤدي إلى فقدان فرصة تشكيل الحكومة".
على صعيد متصل كشفت مصادر برلمانية تنتمي إلى مختلف الكتل النيابية عن عزم إيران إرسال مسؤول إلى بغداد في غضون الأيام القليلة المقبلة لحسم الخلاف بين الائتلافين بترشيح شخص واحد لرئاسة الوزراء. وطبقا للمصادر فإن زيارة المسؤول الإيراني" تهدف بالدرجة الأساس نحو تشكيل حكومة موالية لطهران قوامها الأحزاب والتيارت والقوى الشيعية".
في غضون ذلك كشف رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني نجيب عبدالله عن شبه اتفاق بين الكتل النيابية على ولاية ثانية للرئيس جلال الطالباني، استنادا للاستحقاق الانتخابي والقومي للقوى الكردية الممثلة في البرلمان.
وقال لـ "الوطن" "أستطيع القول إن معظم الأطراف اتفقت على أن تكون رئاسة الجمهورية من نصيب ائتلاف الكتل الكردستانية، واتحادنا يؤيد هذا الطرح".
أمنيا، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا وإصابة 12 آخرين بهجمات عدة أمس في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها مصرع قائد صحوة وأربعة من أفراد عائلته في ناحية اليوسفية جنوب بغداد.
يذكر أن اليوسفية كانت ضمن مناطق "مثلث الموت" سابقا. ولم يكشف المصدر عن تفاصيل أخرى.
إلى ذلك، أكد مصدر في الشرطة "مقتل اثنين من عمال محطة وقود في منطقة المهندسين، وسط بغداد، وإصابة خمسة آخرين من المارة بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين".
وفي الخالص أعلن مصدر أمني في عمليات محافظة ديالى "مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة".
وفي الفلوجة، أعلن الرائد ياسين محمد من الشرطة "مقتل شخص بانفجار عبوة لاصقة بسيارته قرب الجسر الجمهوري وسط المدينة.