قبل التسعينيات من القرن الماضي كنا نتابع السينما المصرية عبر علب الفيديو حتى جاءت قبل عقد مضى روتانا سينما التي رفعت شعار هالة سرحان (مش حتقدر تغمض عينيك)، وتوالت حولها القنوات المنافسة لنكتشف أننا أمام محلات فيديو مطورة، أفلام مكرورة والكثير من الأفلام القديمة والجديدة غير موجودة بل إن للقنوات فروعا إنتاجية لا تعرض أفلامها بالقنوات التابعة لها...

روتانا سينما ككل الروتانات الشقيقة لها تحاول أن ترضي الجميع، تعطي كل فئة على قد عقلها كما يرى القائمون عليها ولأن الإنسان يكذب كي يصدقه الآخرون هالة سرحان تكذب كي لا يصدقها أحد!

تخرج هالة سرحان اليوم بروتانا سينما بمقاطع ترويجية لهالة المفكرة الملهمة التي تنبأت بثورة شباب مصر المحروسة من برنامجها هالة شو سابقا.. تقتطف لنا من حواراتها مع أقطاب المعارضة المصرية (يحيى الجمل وطلعت السادات وآخرين)، تتحدث وتحذر من الفساد والديكتاتورية مع أن ضيوفها كانوا تجارشنطة يتنقلون بين القنوات المصرية الخاصة وصحف المعارضة فسياسة النظام المصري السابق الإعلامية حينها كانت أن يتحدث الإعلام والمعارضة كما يشاؤون ونحن نفعل ما نشاء.

هالة سرحان تحارب طواحين الهواء لتملأ الزجاجات بالهواء وتبيعه علينا..

هي لم تنف لأنها معارضة سياسية إنما لأنها عرضت أشياء غير سياسية مطلقا..

كثيرون من تماسيح الإعلام المصري حين انفض المشهد أرادوا الركوب على ظهور المشاهدين..

هالة سرحان نمط إعلامي انتهت صلاحيته تماما مثل طليقها عماد الدين أديب الذي ظل ضيفا لنشرات أخبار العربية أثناء الثورة العارمة يمارس لعبة التوافقية حسب قوة الموج والمجداف.. ذهب المركب بعيدا وانتصر الموج،، انصرف أديب وقال: (نحن جيل مهزوم)

هالة سرحان مهزومة لم تغمض عينيها بعد!