إذا كانت بعض المسلسلات "الرمضانية" في الأعوام السابقة شهدت جدلاً كبيراً وصل بعضه إلى المحاكم، لأنها تعرضت لما يصفه القائمون عليها بـ"سير ذاتية" لبعض مشاهير التاريخ الحديث بمختلف مراحله، فكيف يمكن تصور ردود أفعال الشارع العربي المقسم حالياً طائفياً وقبلياً، تجاه إنتاج مسلسلات عن رؤساء دول عربية سابقين، ومنهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كتب عنه السوري عدنان العودة مسلسلاً بعنوان "أنا وصدام"، حيث كان من المتوقع عرضه في شهر رمضان المقبل أو بعهده، لكن الكاتب صرح لموقع قناة MBC على الإنترنت أنه أجل طرح المسلسل حتى عام 2012 من أجل "تضمين العمل ما ستسفر عنه ثورات العرب من نتائج". إلى هنا والكلام منطقي لأي مؤلف يريد أن يطور عمله الإبداعي ويجعله حيوياً وصادقاً قدر المستطاع. لكن السؤال المهم: هل يستطيع العودة الذي "ينتظر نتائج الثورات" أو مخرج العمل الليث حجو، تضمين ما حدث في بعض البلدان العربية أو ما قد يحدث بكل حيادية، وجعله ضمن "نتائج الثورات"؟
في اعتقادي إن الإجابة ستكون "لا" لن يستطيع هو أو غيره، وما دام الوضع كذلك، وأنه لا يوجد كاتب درامي عربي يستطيع أن يكون صادقاً تماماً، ومحايداً لأقصى درجة في تناول حياة الشخصيات المثيرة للجدل، أو تناول الأحداث الحقيقية التي يوظفها في العمل بموضوعية ومصداقية تامة مثل "الثورات العربية"؛ فإنه من الأولى الابتعاد أو تأجيل الخوض الدرامي في حياة أي شخصية أو تناول أي حدث حتى يمر عليه عقد زمني واحد على الأقل. والدليل على أن الكاتب العودة لن يكون موضوعياً في هذا المسلسل هو حكمه الشخصي المسبق على أن صدام حسين "بطلٌ شعبيٌ مقارنةً بزعماء عرب آخرين" مع أنه يعرف أن هناك فئات كثيرة في العالم العربي لا تؤيده في هذا الرأي. وبالطبع فإن الخط الدرامي سيتأثر جداً بالرأي الشخصي.
وفي المحصلة ليس لنا إلا أن نقول: الأفضل هو أن يبقى كتاب الدراما العربية على فئة "سكتم بكتم" كما فعل التلفزيون السعودي، وهو يفاخر بأعماله المقبلة التي ستعرض في رمضان.!