بدا التعميم الأخير للجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم والمتعلق بفرض غرامة تصل إلى 200 ألف ريال على الأندية التي تمرر مواقعها الإلكترونية إساءات تطال مسؤولين وإداريين ولاعبين أكثر من ضروري لإيقاف "الردح والشتم والسب والإهانات والإساءات" التي تحبل بها هذه المواقع، والتي يحاول البعض التنصل من المسؤولية حيالها بالإشارة إلى صعوبة مراقبة مواضيع هذه المنتديات والردود التعقيبية عليها.
بات من السهل أن يختبئ أي نكرة خلف اسم وهمي ليسيء لقامة رياضية، أو لنجم في فريق منافس، أو لحكم ما، أو لإداري أو مسؤول في أي موقع، بحجة أنه يمارس حريته في التعبير، متناسياً أن الحرية لا تعني الإساءة والتجريح.
اقتحم النت عالمنا بقوة وبسرعة، لكن الوعي لم يتواكب وبذات السرعة مع هذا الاقتحام، فكثر المندسون، وانتقلت الإساءات إلى هذا الميدان الذي بدا لكثيرين ساحة عصية على التتبع والمراقبة والتدقيق.
ومع إعلان التعميم الانضباطي بدأت إدارات الأندية تتنصل من مسؤولياتها حيال ما يذكر في المواقع المتحدثة عن ناديها أو الخاصة بجماهيره، ما يؤكد أنها تشعر فعلاً أن هذه المواقع والمنتديات تحفل بكثير من الإساءات التي تقع تحت طائلة هذا التعميم، وهو ما يؤكد ضرورة التدخل الرسمي لوضع ضوابط للسماح بإطلاق المواقع الإلكترونية التي تستخدم أسماء الأندية وتستظل بشعاراتها.
وسطنا الرياضي يعج بكثير من الإساءات، وتابعوا بعناية بعض زوايا الصحف، وبعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية لتتيقنوا أن هذا الوسط ما عاد قابلاً مزيداً من البذاءات، وبات لزاماً أن يأتي التدخل حاسماً فاصلاً يمنع الإساءة ويوقف النقد عند حدود معروفة ومتفق عليها، وهو نقد لا يمكن للبذاءة أن تأتيه من خلفه أو من أمامه كما يحدث اليوم حينما يخلط البعض بين شجاعة النقد وسلاطة اللسان، وحينما لا يفرقون بين نقد العمل والتطاول على الأشخاص وكراماتهم.
التعميم يوجب على الأندية أن تراجع طريقة وآليات تمريرها للمواضيع والردود، فالعقوبة لن تقتصر على جانبها المادي وحده، وإنما لها تبعات أدبية كثيرة، خصوصاً أن معظم هذه الأندية تتبارى في التسابق على الادعاء أنها تشكل حالة من المثالية باتت اليوم على المحك أيضاً.