قال قائد منتخب أوروجواي دييجو لوجانو: إن احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في مونديال جنوب أفريقيا "لم يكن أمرا سهلا"، لأن "هناك فرقا أعلى منا تتقدم علينا بسنوات ضوئية" في عدد من الجوانب.

وبعد مباراة تحديد المركز الثالث التي خسرتها أوروجواي أول من أمس أمام ألمانيا 2 /3، أعرب لوجانو كذلك عن رضاه لما تحقق، بالنظر إلى أنه رغم تأخر أوروجواي عن عدد من البلدان، فإنها تتمتع "بشيء" يسمح لها بالمنافسة ندا لند مع أي فريق.

ولم يرغب اللاعب في إبداء رأي حول استمرار المدير الفني أوسكار تاباريز في المنصب، مكتفيا بالتأكيد على أن "المجموعة الحالية أعادت للبلاد الهوية والأمل والسعادة".

ومرة أخرى يتحول الشارع الرئيس في مونتفيديو إلى المسرح المختار من جانب الآلاف من مشجعي أوروجواي للاحتفال باحتلال الفريق المركز الرابع، وقال أحد مواطني البلاد (70 عاما) بينما يلف جسده بعلم البلاد الأبيض والأزرق وسط الجموع التي كان أغلبها من شباب يغنون للفريق: "إنه أمر لم نعرفه منذ عام 1970".

ورغم السقوط أمام ألمانيا 2 /3 في مباراة تحديد المركز الثالث، إلا أن فرحة الاحتفالات كانت منتظرة نظرا للأجواء التي عاشتها البلاد في المباريات السابقة، عندما أيقظ الفريق الأحلام بين مواطنيه منذ بدء مشواره في البطولة.

وقال جونزالو رودريجيز أحد الشباب المشاركين في الاحتفالية: "منتخب السماوي (لقب الفريق) ساعدنا كثيرا على استعادة هويتنا وتعزيزها".

وبلغ الحماس مبلغا حتى إن جماعة من المثقفين أطلقت هذا الأسبوع مبادرة لاختيار دييجو فورلان نجم الفريق كأبرز مواطني مونتفيديو، الأمر الذي تتم مناقشته حاليا بعد أن لقي دعما وانتقادات في نفس الوقت.

وأوجزت صحيفة "بريتشا" الأسبوعية التي تصدر كل جمعة في عددها الأخير: الشكوك التي تحيط بالمستقبل القريب بعد هذا الحدث الذي ضخم من البلد الصغير الذي تبلغ مساحته 18 ألف كيلومتر ولا يتعدى تعداده السكاني 3.5 ملايين نسمة.

وتساءلت الصحيفة، "والآن ماذا سنفعل بهذه الحماسة المتأججة بشكل جماعي"، لتفتح الباب أمام جدل سيستمر بالتأكيد لأيام طويلة وسيتعدى حاجز ما هو رياضي.

وأمر رئيس البلاد خوسيه موخيكا باستقبال اللاعبين والجهاز الفني كالأبطال الفاتحين، وستنظم حكومته احتفاليات تشبه ما يحدث لدى زيارة أحد الرؤساء الأجانب للبلاد.

ومع ذلك، فإن زعيم اليسار المخضرم في البلاد حاول التقليل من فورة الحماس، وقال موخيكا: "لا تحملوا هؤلاء الفتيان مسؤولية أكثر من اللازم، فهم غير ذاهبين إلى الحرب ولا إلى التفاوض حول الدين الأجنبي، فقط يلعبون كرة القدم".