مع دخول موسم السفر والسياحة بالمملكة، تظهر مشكلة العاملات المنزليات لآلاف المواطنين، والذين يستغلون هذه الفترة للترويح عن النفس من خلال السفر للدول الخارجية، وتتباين آراء هذه الأسر من المواطنين حول اصطحاب العاملة المنزلية عند السفر، من عدمه، حيث يرى البعض أهمية اصطحاب العاملات معهم لحاجتهم الماسة إليهن، بينما يؤكد البعض الآخر عدم وجود الحاجة الملحة لهن، خصوصا أن مرافقتهن لهذه الأسر تتسبب في زيادة الأعباء المالية عليهم، وهو ما قد يؤثر في الميزانية التي تم رصدها لهذه الأسرة، وهو بالتالي ما يجعلهم يقومون بإعارتهن لأقاربهم خلال فترة السفر المؤقتة.

يقول عبدالله الحربي إنه تعود على إبقاء عاملته المنزلية في كل عام عند شقيقته خلال سفره، مشيرا إلى أنه "من الصعب أخذها عند السفر إلى خارج المملكة، فهي تحتاج إلى استخراج تأشيرة، وقيمة تذكرة، وهو أمر مكلف، ويؤثر بشكل كبير على الميزانية، والتي يضعها رب الأسرة للرحلة، خلاف تكاليف السكن فلا تساعدك أسعار الفنادق في الخارج على دفع سعر غرفة إضافية من أجل الخادمة، رغم أهميتها حتى في خارج المملكة".

ويؤكد أحمد الينبعاوي أن فترة السفر والتي لا تتعدى الشهر عند أغلب المسافرين لا تلزم الشخص باصطحاب العاملة المنزلية معه، مشيرا إلى أن وجود الخادمة مع الأسرة في السفر معيق للحركة بشكل كبير، حيث تضطر الأسرة إلى اصطحابها معها في جميع تنقلاتها، بالإضافة إلى تكلف رب الأسرة ضعف الميزانية نظرا لصعوبة وضعها مع الأسرة في غرفة واحدة.

ويؤكد عبدالباسط حمزة أنه قرر هذا العام اصطحاب عاملته المنزلية معه خلال سفره لخارج المملكة، مؤكدا أنه قام بشراء تذكرة واستخراج تأشيرة لها بسبب الحاجة الماسة لوجودها.

وأشار حمزة إلى أنه متزوج من تونسية، ولا بد له كل عام من الذهاب إلى تونس، وهو مضطر لاصطحاب الخادمة معه، نظرا لوجود أطفال معه يحتاجون إلى العناية المستمرة، ومعرفة الخادمة بطلبات ولوازم الأطفال، وارتفاع أسعار العاملات المنزلية في تونس من جهة أخرى ، مشيرا إلى أنه تعود اصطحابها معه منذ خمس سنوات.

ويعتبر أسامة السيد "مرافقة العاملة المنزلية للأسرة في السفر أمر غاية في الأهمية، مضيفا أن هذه الخادمة ليس من المفترض عليها العمل في غير المكان الذي استقدمت للعمل فيه، ومن هذا المنطلق إذا أراد رب الأسرة إعارتها لأي شخص آخر، فيجب أخذ موافقتها أولا، ورفع راتبها الشهري، نظرا لتغير ظروف عملها، حيث إنها في العقد الذي وافقت عليه لم يتم إعلامها بمثل هذا الأمر.

محمد الأنصاري يرى أهمية مرافقة العاملة المنزلية للأسرة أينما ذهبت، مؤكدا أن هذه العاملة تعتبر أمانة لدى الشخص الذي استقدمها، ولا يجب أن تبقى عند أي شخص آخر مهما كانت قرابته من مكفولها، حتى لا تحدث أمور لاتحمد عقباها.

من جهته أكد الأخصائي الاجتماعي الأول ومدير الخدمة الاجتماعية بصحة المدينة محمد الشاماني أن "العاملة المنزلية وبمجرد دخولها لمنزل الأسرة تعتبر جزءا من النسق الأسري، حيث إن لها وظائفها وأدوارها سواء كانت محددة أو مطلقة، مشيرا إلى أنه عند تغير حالة الأسرة من الاستقرار بالمنزل إلى الترحال والسفر، تصبح هذه العاملة عبئا على الأسرة سواء كان اقتصاديا أو ترويحياً ، مما يجعل الأسرة تفكر في التخلص منها مؤقتاً، ولكن بطريقة مهذبة، ويكون ذلك عن طريق تقديمها للعمل بالمجان لدى أسرة قريبة، حيث ستتكفل أسرتها الأصلية برواتبها أثناء خدمتها للأسرة البديلة.

وأضاف أنه "رغم أن هذه الظاهرة غير محبذة اجتماعياً لعدة عوامل مثل الخوف عليها من تعرضها للابتزاز أو الاستغلال أو حتى الانحراف، بالإضافة إلى تولد الكراهية والحقد لديها تجاه أسرتها الأصلية، لعدم إشراكها معهم في الترويح عن النفس، إلا أن هناك جوانب إيجابية تعود على الأسرة، فهي مؤشر على استطاعة الأسرة الاستغناء عن العاملة المنزلية نهائياً، كونها استغنت عنها وقت السفر، وكذلك فرصة لعودة الأدوار الطبيعية لأفراد الأسرة التي كانت موكلة لها لا سيما أدوار الأم".

وأكد الشاماني أن معرفة سبب ترك الأسرة عاملتها المنزلية مهم في عملية التحليل الاجتماعي، ويبقى تقدير الأسرة للظروف والعوامل المحيطة بهذه العاملة سيد الموقف.