أحدثت "كاميرات الديجيتال" اليوم ثورة في عالم الصورة، ورسمت لملامحنا وطبيعتنا وجوها أخرى تتلون كيفما نشاء ومتى نشاء نحن ـ وليس "الكاميرا" كما كان سابقا ـ وأتاحت هذه التقنية الفرصة أمام الكثير ليتفوقوا في استخدامها إما فنا وإما نقدا. 

ياسر البوعلي ناقد تصويري محترف في "عالم الديجيتال"، تحدث إلى "الوطن" عن قوانين نقد الصورة الرقمية موضحا عدة أمور ضرورية ينبغي أن تتوفر في الناقد للصورة الرقمية الحديثة حتى يكون مؤهلا لتقديم الملاحظات أو الاقتراحات التي من شأنها أن ترفع من مستوى المصور سواء كان هاويا أو محترفا.

وشدد البوعلي على أهمية أن يكون الناقد على مستوى كاف من الاطلاع الدقيق والإلمام بالمواصفات القياسية للصورة المثالية، وأن يكون ممارسا محترفا للتصوير أو متخصصا في أحد أقسامه، ويجب أن يقدم ملاحظته ـ على الصورة ـ بأسلوب لطيف لا يُشعر معها المصوِّرَ بالنقص أو الإحباط؛ عبر تقديم اقتراحاته لتقييم الصورة، ولتنمية الحس الفني لالتقاطها.

وأوضح البوعلي أن كل نوعية من الصور تختلف في نقدها عن الأخرى؛ مرجعا ذلك إلى أن لكل من أقسام التصوير قوانين وقواعد عليها يكون تقييم الصورة؛ مضيفا: أنه رغم وجود مشتركات بين الأقسام إلا أنها تختلف في طريقة النقد والتوجيه؛ ولذا فإن المصور حينما يريد الدخول إلى أحد أقسام التصوير فإنه لابد من اطلاعه على قواعد ذلك القسم وعلى أعمال مصورين محترفين فيه لتوسيع مداركه وتنمية ذوقه وتقليل هفواته.

وحتى يستطيع الناقد إقناع الآخرين بحكمه على جودة أو رداءة الصورة، أكد البوعلي أن عامة الناس ليس لديهم اطلاع دقيق على هذا النوع من الفن، فهم يحكمون بجمال الصورة من خلال ألوان الغروب الكثيرة والجميلة دون الغوص في التفاصيل؛ ولذا فعلى الناقد ألاَّ يقدم نقدا علميا دقيقا لهم، لأنهم قد يواجهونه بعدم التقبُّل.

وأشار البوعلي إلى أن النقاد الغربيين أو المصورين تعجبهم صور الصحراء والطبيعة العربية والحياة البرية، وفي المقابل يراها الكثير منا صورا عادية، وإعجابهم بهذا النوع من الطبيعة كونهم فاقدين للحياة العربية الصحراوية، ويأنسون بالنظر إلى هذه الصورة مبدئيا؛ أما نحن فقد تربينا في أحضان هذه الطبيعة ونختلف عنهم في مستوى الإعجاب؛ وفي المقابل فإن صور المناظر الطبيعية للجبال الغربية والأوروبية وانعكاسها على الماء والثلوج فوقها تثير إعجابنا.