أثار حريق نشب قبل عصر أمس في الدور الـ17 بأعلى بناية في منطقة جدة التاريخية "البلد" الذعر في نفوس المتسوقين وأصحاب المحلات التجارية الواقعة بشارع الملك عبد العزيز "الذهب" والأسواق التاريخية المحيطة، علاوة على مئات المكاتب التجارية الواقعة في ذات البناية والمباني الحديثة المحيطة بها، وذلك بعد أن شاهدوا سُحب الدخان الأسود القاتم تتصاعد بكثافة من أعلى عمارة "الملكة" لتستدعى على الفور فرق الدفاع المدني التي وصلت للموقع. وتمكنت فرق الإنقاذ والإخلاء السريع من إخراج كافة المتسوقين وأصحاب المكاتب والمحلات التجارية والتعامل مع ألسنة النيران قبل أن تمتد إلى بقية الطوابق.

وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة الرائد عبد الله بن محمد العمري لـ"الوطن" أن وضع الحريق الذي اندلع في مسافة مرتفعة من البناية جعل فرق الإطفاء تضع بمساندة فرق الإخلاء والإنقاذ خطة ميدانية سريعة للسيطرة على الحريق بأقل خسائر ممكنة في الأرواح أو الممتلكات، وهو ما تم بالفعل فور وصول 6 فرق إطفاء مدعمة بآليات الإطفاء ذات السلالم الطويلة "السنوركل"، حيث عمدت إلى إخلاء مئات الأشخاص الموجودين بالبناية التي توجد بها عشرات المكاتب التجارية والمحلات. وأضاف أن فرق الإخلاء سارعت في البداية بإخلاء قاطني الأدوار التي تعلو الدور الـ17، إضافة لإخراج المتواجدين في المصاعد الكهربائية تحسبا لفصل التيار الكهربائي عن البناية في حال تطور الحريق ـ لا سمح الله ـ وهو ما لم يحدث كون الإطفائيين حاصروا الحريق في الطابق المتضرر فقط، وفي مساحة تقدر بـ25 مترا مربعا، وهو مقر مكتب تجاري تعود ملكيته لإحدى المؤسسات.

وأشار العمري إلى أن كميات الدخان الكثيفة اجتاحت أجزاء من طوابق المبنى، وبالتالي استخدمت معدات شفط الدخان، حيث وزعت على كافة الطوابق أثناء عمليات الإطفاء، فيما لم تسجل أي خسائر بشرية أو إصابات. وباشرت فرق البحث التحقيق في أسباب الحريق.