الحرية ليست أن تفعل ما تشاء دون حسيب أو رقيب، وباسمها تبيح لنفسك كل شيء حتى ولو خالف النظام والقوانين.. حتى ولو خالف الأخلاق العامة والتصرفات اللبقة.

الحرية مسؤولية أولاً تجاه أي مسألة ولا تخرج عن هذا النطاق أبداً وإلا تحولت إلى فوضى واعتداء صارخ على الآخرين وحريات الآخرين.

والقرار الذي اتخذته لجنة الانضباط تجاه المواقع الإلكترونية للأندية كان يجب فعلاً أن يتخذ؛ لأن البعض للأسف من الشباب الذين لا يفهمون معنى الحرية تمادوا إلى حد كبير ولم يعد عندهم كبير، وأصبحوا يستغلون هذه الحضارة التي يجب أن يستفاد منها للعمل الصالح للنيل من كل شيء لا يتوافق مع قناعاتهم أو أمزجتهم بشكل سافر وبعيد كل البعد عن الحقيقة أو طريقة التخاطب البنّاء!.

أعرف أحد الأخوة الذي ذاق الأمرّين من أحد المواقع الإلكترونية، إذ لم يبق وصف إلا وصفوه به، بكلام بذيء لا يدل ولا بشكل من الأشكال لا عن أصالة ولا عن دين ولا عن أخلاق، وقد حاول مراراً هذا الأخ أن يتفاهم مع المسؤولين عن الموقع بالحسنى دون فائدة، ولا أبالغ إذا قلت إنه يعيش قلقاً حقيقياً لأنه يقرأ كلاماً يؤذي مشاعره قبل أن يؤذيه بعمله ومصدر رزقه وعلاقته مع الناس من جراء كلام فيه افتراء وكذب، وخاصة عندما كان يسأله ابنه عن صحة هذه المسألة أو تلك، وقد حاول مراراً ألا يقراً فتأتيه الاتصالات من الداخل والخارج، وحاول أن يغيّر هاتفه ويستغني عن كل الأرقام الموجودة فيه لكنه يجد من يأتي إليه ليخبره بما قرأ... فهل هذا عدل؟!.

ماذا نسمي الإنسان الذي يستخدم هذه التقنية بشكل سيء ليجول ويصول في الممنوع دون أن يهز له جفن؟!.

إنها حالة آلاف الأشخاص الذين يذوقون الأمرّين من عديمي الضمير فكيف الأمر إذا كان المستهدف جمهوراً أو مؤسسة رياضية أو لاعباً مشهوراً؟!.

من لديه كلمة طيبة ولو كانت من باب النقد فليقلها أو ليسكت؛ لأنه مهما كان رأيك بالآخرين فلهم كراماتهم ولا يجوز لأي سبب كان أن تهدر بهذا الشكل.

تستطيع أن تتبادل الآراء مع أي كان وتنقد كيفما تشاء وذلك ضمن حدود الرأي الذي يحترم الرأي الآخر.

ومن لا يؤنبه ضميره على هدر كرامة الناس فلا يهمه أن تهدر كرامته... وهذا أقل ما يمكن أن يقال عن الذين يستخدمون المواقع الإلكترونية لأهداف شخصية سيئة.