لطالما شاهدنا وسمعنا وقرأنا هذه العبارة أخيرا في العديد من الإعلانات التسويقية التي نشرها إما أفراد أو شركات أو جهات أخرى همها الربح في المقام الأول على تطبيق الشريعة الإسلامية في تعاملاتهم، وبما أننا شعب متدين غالبا فقد كانت هذه العبارة تغنينا عن الخوض في تفاصيل المعلن عنه قبل طلبه، ونكتفي بأنه إسلامي لنقتنيه مما جعل الطرف الأول صاحب الإعلان يستغل هذه النقطة لصالحه دون التطبيق الصحيح للشريعة الإسلامية في المنتج المعروض للزبون، والأمثلة كثيرة على ذلك، ومما يحز في النفس أن استغلال الشريعة الإسلامية للنصب والخداع والذي بات سمة بارزة لكثير من المحتالين، فنجد أن كثيرا من عمليات تمويل الإرهاب قامت بالأساس على التبرعات وأموال الزكاة لصالح الفقراء والمساكين كصورة فقط للمتبرع، ولكن كتنفيذ ذهبت إلى طريق مجهول وكذلك لا ننسى بعض القطاعات المصرفية التي استغلت هذه النقطة أبشع استغلال تحت شعار فتاوى صحيحة، ولكن هل يتم تطبيقها كم أفتى بها ذلك الشيخ ؟ كذلك الكثير من المساهمات الوهمية قام بإدارتها أشخاص استغلوا الشكل المتدين صورة لهم لجمع أكبر عدد من المستثمرين الصغار الذين وضعوا ثقتهم في شخص داخله ليس كظاهرة وانتهى بهم المطاف للإفلاس .
الأمر طال الكثير من الجهات الأخرى ممن يسعون إلى جمع أكبر قدر من المال على حساب هذه الدعاية التي يتم تقديمها على شكل منتج يقتنيه الشخص أو تصرف شخصي يتعامل به المخادع مع الناس، كمثل الكثير ممن يدعون الرقية الشرعية، وعلاج الأمراض المستعصية وهم لا يفقهون بالطب شيئا، ويخدعون الناس مقابل حفنة من الريالات تحت شعار قراءة القرآن على المريض والعبارات الأخرى التي تجعلك تجزم بأنك تقرأ مميزات لمستشفى عالمي وليس لشخص يجلس في غرفة ليعالج الناس بوهمه فقط والقرآن والشريعة منه براء ومن تصرفاته .
إن هذه الأساليب الدنيئة في البحث عن المال بأسرع وقت صارت هي التشويه الحقيقي لصورة الإسلام وللمتدينين عند الناس وصارت سببا في كثرة المعادين للإسلام وأهله بسبب تصرفات هؤلاء الأشخاص، وكذلك صارت سببا في إحجام الكثير من أهل الخير عن التصدق ودفع المال للمحتاجين لعدم ثقتهم بالأطراف الأخرى وصار الشخص المتدين مجرما في مجتمع يعمل بمقولة الخير يخص والشر يعم، والقائمة تطول لو بحثنا لذا يجب علينا الوقوف بوجه كل من اتخذ الدين مدخلا لنصبه واحتياله على الناس وعدم التهاون معه أبدا وتنبيه الناس عنه ليأخذوا حذرهم منه والتبليغ للجهات الرسمية لينال عقابه في الدنيا وعقاب الآخرة أشد لو كانوا يعلمون.