على الرغم من أنه حدث عالمي يبحث خلاله الجميع عن بقعة ضوء أو حتى جزء يسير من "التلميع"، لم يتردد حكم المباراة النهائية لمونديال جنوب أفريقيا، الإنجليزي هوارد ويب أمس، في إبداء رغبته أمام الإعلاميين الحاضرين لمؤتمره الصحفي بأن تتركز أنظار العالم واهتمامات المتابعين بكافة ألوانهم على لاعبي المنتخبين الإسباني والهولندي الذين يخوضون النهائي وحدهم في هذا اليوم الكبير.
وقال ويب "نأمل أن ينصب اهتمام هؤلاء الذين يتابعون المباراة داخل الملعب أو يشاهدونها عبر شاشات التلفاز في جميع أنحاء العالم على اللاعبين لأنهم العناصرالأساسية، وليس الحكام".
وبدا أن ويب بطلبه هذا الأشبه بالرجاء، باحثاً عن استقرار معنوي وتهيئة نفسية ذاتية للأخذ بالمواجهة الحاسمة إلى بر الأمان خاصة بعد مونديال خيمت على أجوائه قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، وبصورة لم يسبق أن حضرت في المواعيد السابقة لنهائيات كأس العالم، رغم بيانات وأرقام (الفيفا) الساعية دائماً لإثبات (عكس) ما يراه الآخرون.
وارتكز ويب في مطالبته تلك على أنه "ليس من السهل أن تكون مثالياً وتهتم فقط عندما تسير الأمور بشكل خاطئ داخل الملعب بسبب خطأ كبير للحكم"، معيداً التأكيد "طموحنا هو أن نسيطر بشكل تام على المباراة". واختيرت صافرة الإنجليزي ويب الذي سيكمل عامه التاسع والثلاثين الأربعاء المقبل، لتدوي في المباراة النهائية وسيحظى بمساعدة مواطنيه دارين كان ومايك مولاركي.
وأشار إلى "إنه شرف استثنائي لنا أن ندير المباراة النهائية، لقد عملنا بشكل شاق لكي نكون هنا، بجانب تدخل عنصر الحظ، مثل أي شيء آخر في الحياة".
من جهته، قال الحكم المساعد كان بشأن نيلهم هذا الشرف الكبير "إنه نتاج 20 عاماً من العمل الشاق، مايك وأنا تأثرنا كثيراً حين سمعنا اختيار اسم هوارد لتحكيم المباراة النهائية، كان الأمر لا يصدق بعض الشيء لبضع ثوان، لكننا الآن نشعر بالاستعداد، وجاهزون على النحو الأمثل لهذه المباراة".
وبدوره قال مساعد الحكم الآخر مولاركي "شاهـدت المباراة النهائية لكأس العـالم 2006 عبر شاشة التلفاز ولم أتخيل أنني سأشارك في المباراة النهائية لكأس العالم التالية، إنه إنجاز مذهل وسنبذل أقصى ما بوسعنا".
ويبدو حرص ويب على تجنب الأضواء، حرصاً إضافياً على تجنب الضغوط التي يمكن أن يتركها تسلط الأضواء عليه، لكن محاولته لن تعني أنه سيكون وطاقمه دون هذه الضغوط، خصوصاً أن أنظار العالم ستتركز على قراراته بعد مونديال متخم بالأخطاء التحكيمية التي جاءت مؤثرة على الرغم من الحديث عن أن هذه الأخطاء لم تتعد الـ4% فقط من قرارات الحكام، وعلى الرغم من أن ويب نفى ما يتردد عن أن ثمة قرارات تحكيمية في جنوب أفريقيا حددت الحصيلة النهائية لبعض المباريات.
ويحظى ويب، بمساعدة مواطنيه دارين كان ومايك مولاركي خلال المباراة النهائية، وقد تضمنت تحضيراته للمباراة زيارة لملعب المباراة سوكر سيتي.
يذكر أن ويب كان ضابطاً سابقاً، وقد أدار مباراة إنتر ميلان وبايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا في مايو الماضي، ولكنه أكد أن هذه المباراة لا يمكن مقارنتها بنهائي كأس العالم.