اعتبر المراقب السعودي المعتمد لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الدكتور حافظ المدلج، تجربته كعضو في اللجنة المنظمة لكأس العالم 2010 نجاحاً يسجل باسم المملكة التي وصلت برجالاتها إلى أعلى المحافل العالمية.

وقال المدلج لـ"الوطن" التي اتصلت به هاتفياً إلى جنوب أفريقيا حيث يتواجد هناك "لم أتوقع هذا النجاح لأن مراقبي المباريات في جميع البطولات السابقة كانوا قد تجاوزوا الستين عاماً من أعمارهم، وكان لهم تاريخ طويل مع المباريات، وشاركوا في بطولات عدة من قبل، ووجودي اليوم بينهم يشرفني وهم أعضاء مختارون من المكاتب التنفيذية القارية والاتحاد الدولي وممثلون للجنة المحلية والمشرفة لكأس العالم".

وكان المدلج قد تلقى إشادة رئيس لجنة المسابقات جيم براون الذي قال إنها ستبقى ذكرى عطرة ووسام فخر سيبقى معه للأبد.

وعن طبيعة عمله قال المدلج "في كل اجتماع تعرض علي تقارير لأعضاء اللجان المسؤولة عن التسويق، الطب، الحجوزات والتذاكر، الأمن، التنقل والمواصلات، الحضور والجماهير وكافة الشؤون المرتبطة بالبطولة، وذلك لمناقشتها والموافقة عليها. وأسندت إلي مراقبة عدد من المباريات، حيث راقبت مباراة غانا وصربيا، والكاميرون والدنمارك، وقدمت أداءً جيداً وبناءً عليه تم إسناد مباريات أخرى إلي مثل مباراة إسبانيا وتشيلي، والأورجواي وغانا، والأورجواي وهولندا".

وحول طبيعة عمله مقارنة بعمل مراقبي المباريات قال "المراقبون والحكام يتنقلون من ملعب لآخر حسب أدائهم، أما الأعضاء في الاجتماع فهم مسؤولون عن الملاعب وتعمل تحت مظلتهم لجان مشرفة على الطب والأمن والإعلام والتسويق، ويقوم المراقب برئاسة الاجتماع وهو يعين من الـ"فيفا" في المباراة".

وأضاف "كان لدي مثلاً ثلاث مباريات في بريتونيا وسوكر سيتي وكيب تاون، ولأني أقوم بتمثيل الـ"فيفا" أفتتح الجلسة وأختمها، وفي النهاية أرفع تقريراً يحدد مدى نجاح المباراة".

وعن الفرق بين العمل في كأس العالم والبطولات المحلية، قال "مراقب المباراة هو ممثل الـ"فيفا" والاختلاف عنه في المملكة أن التنظيم هنا على أعلى مستوى نظراً لأنها كأس عالم أي بطولة عالمية وليست محلية فاجتماعاتنا الدولية تحتاج إلى كثير من الدقة والتفاصيل، فعلى سبيل المثال نقوم بإجراء هام هو الاطلاع على أطقم الفريقين لعدم التداخل وذلك في اجتماع قبل المباراة، وأتمنى أن يطبق هذا في المملكة فقد كانت هناك أكثر من مباراة لم يتنبه فيها الحكام والمراقبون إلى التشابه في الملابس، وبدوري سأرفع رأيي للرئيس العام لرعاية الشباب للنظر في الأمر".

وفيما يتعلق بفكرته حول استخدام جوال يضمن التواصل بين الجميع، قال "أطالب بأن يتم هذا في جميع المؤسسات والاتحادات في المملكة كي لا يستخدم الموظف هاتفه الخاص الذي يكلفه كثيراً، والآن الاتصالات متطورة وسهلة فيمكن أن تعطي أرقاماً معينة تسهل التواصل مع جميع أعضاء الاتحادات أو الشركات التجارية أو المطبوعات الإعلامية توفر البحث والوقت والتكلفة. وأرجو تفعيله في المملكة على جميع المستويات في القطاعين العام والخاص".

من التنظيمات الجيدة أيضاً أن كل عضو يحمل بطاقة تحتوي على مربعات فبطاقتي مثلاً فيها تسعة مربعات أي تسمح لي بالدخول إلى تسعة أماكن بينما الحكام مثلاً لديهم أربعة مربعات. وقد قمنا بتطبيق هذه الطريقة في بطولة كأس القارات وأتمنى تطبيقها في المباريات في السعودية".

ومن المفارقات العجيبة التي يرويها المدلج عن المنتخبات المشاركة في المونديال أنه خلال مراقبته لمباراتي منتخب غانا كان الغانيون يصلون الاجتماع متأخرين وبلا تنسيق وتوجد صعوبة في إخراجهم من غرفة الملابس إلى أرض الملعب، وفي المقابل ثار الألمان في برتونيا لأن المباراة تأخرت عن موعدها نصف دقيقة فقط.

وراقب المدلج مباراتين أيضاً للأوروجواي الذين طلبوا 50 كجم من الثلج لوضعها في مسبح أحضروه معهم، كما طالبوا في المباراتين بكرة إضافية، رغم أن لجنة التسويق تعطي كرتين لكل فريق للذكرى، وقد توسطت لهم لأنهم أرادوها هدية للسفارة في جنوب أفريقيا".

كما يروي أن مديرة منتخب إسبانيا وهي سيدة طاعنة في السن لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا ناقشتها أثناء الاجتماع الفني، وأن الهولنديين طالبوا بتخفيض الوقت الذي يفصل بين الإحماء وبدء المباراة من 25 دقيقة إلى 20، موضحين أثر فارق الدقائق الخمس على التحضير للمباراة، وامتدح هولندا وإسبانيا لقمة الانضباط الذي كانا عليه في كل شيء. واختتم المدلج حديثه لـ"الوطن" حول غياب الأخضر عن المونديال قائلاً "كثيرون يسألونني عن المنتخب السعودي، ويعبرون عن أسفهم وافتقادهم له في مثل هذا الحدث العالمي الكبير فقد كان غيابه مؤثراً للغاية، بعد أن تعودوا على مشاركته في أربع مونديالات سابقة خصوصاً أن المنتخب السعودي يأتي بثقافة مختلفة وعادات وتقاليد ويقوم بنصب خيام وإقامة معارض وتدعو البعثة كثيراً من الوفود إلى التجمع في مناسبات تعرض فيها ما يعبر عن المملكة وشعبها، حتى إن بلاتر قال إنه افتقد منتخبي روسيا والسعودية، وعلى الرغم من حجم روسيا جغرافياً وسياسياً واقتصادياً إلا أنه جمعها مع السعودية في حديثه عنها، مما يدل على مكانة المملكة".