انتهت مواجهة ساخنة بين مسؤولي أمانة محافظة جدة والمقاول المسؤول عن مشروع المنطقة التاريخية في اجتماع عاجل عقد أمس في مقر المجلس البلدي، بتعهد المقاول بالانتهاء من جميع أعمال الحفر والرصف والإنارة الجارية حاليا في سوق الندى وشارع قابل قبل حلول شهر رمضان المبارك.

وكشف المقاول، الذي لم يفصح المجلس البلدي عن اسمه في بيانه الصادر أمس، في الاجتماع الذي حضره رئيس وأعضاء المجلس البلدي عن أنه سيعمل على تأهيل سوق العلوي بدءا من مسجد العمار وصولا إلى برحة نصيف، إضافة لسفلتة وتمهيد الطريق وربطه بشارع الفلاح قبل إطلالة الشهر المبارك، مؤكدا أن المنطقة ستصبح جاهزة بالكامل لاستقبال الزوار والمعتمرين والزوار والسياح.

وأوضح رئيس المجلس البلدي حسين بن علوي باعقيل أن الجلسة التي اتسمت بالصراحة والشفافية انتهت بالوصول إلى برنامج عمل محدد يحقق طموحات مواطني وتجار المنطقة ويساهم في إنقاذ موسم التسوق خلال شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى أن مقاول المشروع تعهد بتنفيذ خطة العمل الطارئة التي اقترحها أعضاء المجلس البلدي ومسؤولي الأمانة.

وبحسب باعقيل فإن الخطة ستعمل على الانتهاء من الأسواق المزدحمة، بحيث يتم تسليم سوقي الندى والعلوي حتى برحة نصيف وشارع قابل بالكامل في 26 شعبان المقبل، على أن يعمل المقاول بشكل مؤقت على تمهيد وسفلتة السوق حتى العيدروس وربطه بالفلاح.

وأضاف باعقيل أن الأمانة من جانبها تعهدت بصرف جانب من مستحقات المقاول خلال الأسبوع الجاري، لافتا إلى أنه سيتم عقد اجتماعات مكثفة بين المشرفين على المشروع ورئيس بلدية البلد لتذليل العقبات التي أدت إلى تعطل سير العمل في الفترة الماضية، مشيراً إلى أن المجلس البلدي تبنى القضية بأكملها منذ بدايتها، وأقر عقد اجتماعات أسبوعية للوقوف على ما يتم إنجازه في المشروع، والاطلاع على التقارير اليومية حيال التنفيذ.

من جانبه أوضح نائب رئيس المجلس البلدي المهندس حسن الزهراني أن الرؤية التي طرحها المقاول خلال الاجتماع والتي تقضي بزيادة ساعات العمل على شكل ورديات، تؤكد رغبته في تحسين الوضع وتعويض فترة تعطل العمل خلال الأشهر الماضية، التي لم تشهد إنجاز أكثر من 2000 متر مكعب من الحفر.

وطالب الزهراني أمانة جدة بالتفاعل بشكل أكبر مع مطالب المقاول، مبينا أنه من غير المعقول مطالبة مقاول المشروع بالإنجاز والانتهاء سريعا من العمل، فيما تتأخر الأمانة في صرف مستحقاته المالية.

في حين شدد عضو المجلس البلدي الدكتور توفيق رحيمي على أهمية عقد اجتماع عاجل بين المحاور الثلاثة التي تشرف على المشروع (المقاول ـ الأمانة ـ بلدية البلد) لتذليل جميع العقبات حتى يستطيع المنفذون الوفاء بالتزامهم في الوقت المحدد، مشيرا إلى أنه على الجميع أن يختار الوقت المناسب لتغيير الشكل القديم وتزيين المنطقة، كما ينبغي منهم جميعا تذليل كل العقبات أولاً قبل إصدار الوعود.

فيما ثمن عضو المجلس البلدي بسام بن جميل أخضر استجابة جميع الأطراف للاجتماع العاجل الذي دعا إليه المجلس، لبحث سبل معالجة العوائق بما يرضي التجار والمواطنين وحتى السياح.

وأكد أن المجلس سعى لمعالجة الوضع انطلاقا من رفضه منطق أنصاف الحلول، وإيمانه بإنهاء جميع الأعمال الموجودة في الأسواق خلال شهر شعبان، لأن شهر رمضان المبارك يعتبر مهرجانا كبيرا للتسوق ومن الصعوبة الاقتراب منه، موضحا أن رئيس وأعضاء المجلس البلدي وافقوا على تعهدات المقاول، مطالبا في الوقت نفسه المواطنين والمقيمين "بإعطاء القائمين على المشروع مهلة جديدة لتحسين الوضع قبل حلول الشهر الفضيل".

بدوره أوضح مدير مشروع المنطقة التاريخية في محافظة جدة الدكتور عدنان عدس، أن أحد أسباب تعطل العمل في المشروع على مدار الأشهر التسعة الماضية يعود إلى انتهاء العمر الافتراضي للبنية التحتية في المنطقة.