لا تخلو إدارات العلاقات العامة في أي قطاع حكومي أو خاص من موظف متخصص في التصوير الفوتوغرافي امتهنها بالخبرة أو اكتسبها بالدورات أو درسها في مقررات كلية الإعلام بالجامعة، ناهيك عن استقطاب هذه الإدارات بعض المحررين الصحافيين من صحفهم؛ استفادة من مهاراتهم التي صقلها العمل الميداني، حيث لا يمانع هؤلاء المحررون ذلك، بل يبحثون عن الوظيفة الحكومية وإن كانت رواتبها أقل؛ طمعا في الأمان الوظيفي وهروبا من مزاجية أرباب الصحافة.

ميزانيات القطاعات الحكومية في خانة المليارات، بينما تكلفة إنشاء قناة محترفة تقدر ما بين (10 إلى 15 مليون ريال) تنخفض تكاليفها إلى النصف في السنة الثانية، وتكون مربحة ماديا عندما تنهال الإعلانات التجارية ليكون العائد الاستثماري سبيلها في التطوير شكلا ومضمونا.

من هنا تبدأ رحلة استقطاب طلاب الكليات الإعلامية، بتدريبهم وتطوير مهاراتهم في الصحافة التلفزيونية، والتصوير التلفزيوني، والمونتاج، والجرافكس، والتقديم الإخباري والحواري، من خلال معاهد متخصصة داخليا وخارجيا، علما بأن الهيئة الملكية للجبيل وينبع لها تجربة في هذا الجانب، وإن كانت دون المستوى، فإدارتا العلاقات العامة في الجبيل وينبع الصناعيتين تقومان بتشغيل قناتين عبر (الكيبل) لسكان المدينتين تبثان فعاليات المدارس والمستشفيات، وبعض الأنشطة عند الشواطئ، كمهرجاني الزهور والتراث، بالإضافة إلى المناسبات الرسمية.

برأيكم، كم ستوظف هذه الآلية من الشباب؟ وماذا عن انعكاساتها على المهنية الإعلامية إذا احتدم التنافس الشريف، المبني على التسابق في تقديم الخدمات؟ وما مدى قدراتها على صنع جيل من الإعلاميين؟ أسئلة قد تجيب عنها وزارة العمل.

هذه الطريقة ستحرر التلفزيون السعودي بجميع قنواته من تعقب مناسبات هذه الجهات، ليتفرغ لتقليص القنوات من منطلق الجودة، ولعلها أولى الخطوات نحو المؤسساتية التي طال انتظارها، وملّ المشاهد من صبره.