على مدى 11 شهراً لم يكن يتوقع أحد من أفراد الأسرة أن العاملة المنزلية كثيرة الصمت يُمكن أن يصدر عنها أيّ عمل مؤذٍ لأي منهم. خاصة أن ملامحها السمراء كانت توحي بالبراءة والبساطة، كما أن متابعتهم لأدائها لم يسجّل أية مشكلة. غير أن ما حدث، الأربعاء الماضي، غيّر النظرة رأساً على عقب، ووصلت "الصدمة" إلى الرقيب أحمد حمد حمدي في مركز شرطة صفوى الذي تلقّى بلاغاً رسمياً من زوجة الكفيل اتهمت فيه العاملة الآسيوية بإعداد وجبة هريس مخلوطة بشيء من دماء دورتها الشهرية..! وروت زوجة الكفيل للمحقّق الواقعة ، موضحة أنها لم تكن تتوقع من العاملة ما صدر منها، وقالت إنها غرفت من قدر "الهريس" لنفسها في طبق وبدأت في تناوله، غير أن لون الوجبة كان مائلاً للحُمرة. ورغم استغرابها , إلا أنها راحت تتناول الوجبة التي تفضلها الأسرة كثيراً، إلى أن لمحت بعينها وجود قطع غريبة في الوجبة. وأضافت "سألت العاملة عن الوجبة، لكنها تظاهرت بعدم فهمها للسؤال. وعندها طلبتُ منها تناول شيء من الوجبة فرفضت الاقتراب من الطبق لتتأكد الشكوك". وقالت "اجتمعت الأسرة ورحنا نسألها ونطلب منها أن تأكل مما فعلته، وبعد محاصرتها بالطلب نفسه أصرّت على عدم الأكل. وعندها حاولنا الاستعانة بصديق للعائلة يجيد اللغة الإندونيسية. وبدوره أخبرنا بأن العاملة تقول إنها وضعت شيئاً من دم دورتها الشهرية فعلاً في الوجبة، وأنها فعلت ذلك أربع مرات في الأشهر الأربعة الأخيرة". وقالت "اتفقت الأسرة على إيصال الموضوع للجهات المختصة، وتمّ إبلاغ الشرطة، التي استجوبتها ووثقت اعترافها". وأكد الواقعة الناطق الإعلامي بشرطة الشرقية بالإنابة محمد شار الشهري. وقال ل "الوطن" إن شرطة مركز صفوى تلقّت بلاغاً من أسرة سعودية اتهمت فيه عاملة آسيوية بوضع دم من دورتها الشهرية في وجبة أعدتها لها، وأضاف الشهري أن مركز الشرطة اتخذ الإجراءات اللازمة حيال التهمة وأحالها إلى الجهات المختصة، بعد التحفظ على العاملة.