أكد عضو لجنة الخبراء في الاتحاد الدولي، المدرب الأسكتلندي أندي روكسبورج، أنه يجب عليهم كأوروبيين الاعتراف بأهمية اللاعبين الأفارقة ونظرائهم الأمريكيين الجنوبيين في كرة القدم الأوروبية.

وأضاف روكسبورج الذي كان يتحدث بعد أن قدمت القارة العجوز طرفي المباراة النهائية في بطولة كأس العالم للمرة الثانية على التوالي "لقد استفاد لاعبونا منهم كثيراً، ولا يجوز لنا أن نتكبر أو نزهو بأنفسنا، لكننا في الوقت نفسه ينبغي أن نفي حق تلك المنتخبات الأوروبية التي لعبت بشكل ممتاز".

وأشار إلى أن أسباب هذا النجاح هي "ما نراه الآن من ثمار برامج تطوير اللاعبين عالية التنظيم، مثل تلك البرامج التي تطبق في برشلونة وأياكس وبايرن ميونيخ، وكذلك برامج إعداد المدربين بالغة التطور.. لقد زرت (لا ماسيا) أكاديمية برشلونة، التي أنتجت عدداً كبيراً من لاعبي إسبانيا، وحدثني مدرب برشلونة بيب جوارديولا عن فلسفتهم، وهم يتمتعون هناك بروح جماعية قوية تتجلى في ترابطهم كأسرة واحدة وفي عملهم".

وتحدث روكسبورج عن أسلوب لعبهم "الفريق يأتي في المقام الأول.. إنهم يعلمون لاعبيهم التواضع، وأنت تتعامل مع أي من أولئك اللاعبين مثل تشابي أو أندريس إنييستا، وهم جميعاً في غاية التواضع.. لا أحد منهم يخرج مباهياً بقدراتهم العظيمة، وبالطبع يربي نادي برشلونة ناشئيه على هذا اللعب الإيجابي وبهذا الأسلوب الذي يعتمد على الاستحواذ البنَّاء على الكرة". وواصل روكسبورج حديثه عن الإسبان بالقول "لا عجب إذن أن يبرز تشابي وإنييستا في هذا الجيل الرائع من اللاعبين الإسبان.. إنهم يكونون حقاً فريقاً من المواهب، وإذا أردت أن تشبِّه فريق كرة قدم بالأوركسترا فإنك ستحتاج إلى مجموعة متنوعة من المواهب لتحصل على أرقى الألحان الموسيقية.. وفي حالة إسبانيا، لا يختلف اثنان على أن تشابي يلعب دور قائد الأوركسترا.. إنه أستاذ التمريرات الإيجابية، أما إنييستا فإنه أستاذ الإنطلاقات الحاسمة التي يشق فيها طريقه إما بالمراوغة أو بتبادل الكرة مع زملائه، وكل منهما يكمل الآخر".

وأكد روكسبورج أن أهم عمل يفعله المدرب هو تحقيق التوازن المطلوب بين النظام والأداء المهاري الجذاب "ولعلي أقول إن إسبانيا وألمانيا وأيضاً هولندا لديهم هذا التوازن الصحيح، فقد قدمت ألمانيا بعض المباريات الرائعة في جنوب أفريقيا، ولكنهم لم يكونوا على ما يرام عندما خسروا أمام إسبانيا في نصف النهائي، وبالنظر إلى جودة الفريقين كان من الغريب أن تُحسم المباراة بلعبة واحدة من كرة ثابتة، ولكن ذلك يذكرنا أنه رغم حبنا للمواهب، قد تكفي مهارات اللعب الأساسية لحسم الأمور". واختتم روكسبورج تحليله قائلا "تواجه إسبانيا الآن فريقاً هولندياً يلعب بفلسفة مماثلة، فكلا الفريقين لديه ذلك المزيج من النظام والمواهب.. إنهما يتميزان بأداء إبداعي رائع في وسط الملعب والهجوم ويساعدهما في ذلك دفاعهما القوي، وفوق كل شيء، يسعى الجميع للعب كفريق، وكما هو الحال مع ألمانيا، يستخدم كلاهما طريقة لعب فرضت نفسها في دوري أبطال أوروبا وهي 4-2-3-1.. وكل ما آمله الآن هو أن تعطينا مباراة الأحد النهاية العظيمة التي تستحقها هذه البطولة الكبيرة".