شهد مونديال جنوب أفريقيا مظاهر من التشجيع في مدرجات الملاعب لم يشهدها العالم في جميع بطولات كأس العالم الماضية على مر العصور.

ويقول رئيس رابطة المشجعين في نادي الاتحاد والمنتخب السعودي الأول لكرة القدم صالح القرني "رأينا طقوساً غريبة جديدة لم يسبق لنا مشاهدتها من قبل في مونديالات كأس العالم الماضية، وأعتقد أن الأقرب للجنوب أفريقيين هم شعب المكسيك. لكن جماهير جنوب أفريقيا تميزت عن الجميع أيضاً بالفوفوزيلا التي استخدمتها حتى جماهير بقية المنتخبات العالمية المشاركة في البطولة طوال وقت المباريات مثل مشجعي الأرجنتين وإسبانيا والأوروجواي، فكان تأثير الجنوب أفريقيين شديداً على كل الشعوب لأنها أداة غريبة يرونها لأول مرة ولأن التشجيع فيها لم يكن اعتيادياً ونمطياً يعتمد على الصوت البشري".

وتابع "أرى أن التشجيع في دول أوروبا وأمريكا الجنوبية أجمل لأنه يتضمن طرباً وغناء في المدرجات، إنما الفوفوزيلا، وإن شكلت إضافة جديدة لكنها بقيت وسيلة مزعجة في رأيي، وأثرها سلبي لا يمكن أن يكون طربياً يشد الناس. بينما في البلدان الأخرى هناك ابتكارات تشجيعية متنوعة كالتصفيق والحركة والاهتزاز والوقوف والجلوس والصوت العالي مع الهزتين حتى إنه عندما تصور ذلك الكاميرا التلفزيونية تعطي حماساً للمشاهدين وهم يجلسون خلف الشاشات".

وعن أجمل ما رآه في النهائيات الحالية في جنوب أفريقيا قال القرني "الفنايل التي ترتديها الجماهير في المدرجات لمنتخبات بلدانها لأتها تدل على جمال التوحد، فيشعر اللاعبون على أرضية الملعب بالحماسة التي تبدو وكأنها تقول لهم أنتم تؤدون في الملعب واجبكم ونحن أيضاً معكم نؤدي واجبنا في المدرج". وطالب القرني أن يسمح لجماهير المملكة بدخول الملاعب بأدوات التشجيع المختلفة غير الحادة أو التي تسيء إلى الناس أو الدين، معتبراً الأمر على حد قوله حرية شخصية إذا أراد المشجع ارتداء شعر مستعار أو تلوين وجهه أو حمل لافتات تحتوي على عبارات تشجيعية لفريقه أو لاعبه المفضل، مشيراً إلى أن مثل هذه المسائل تبقى من أساسيات التشجيع طالما أنها لاتتعدى حدود الشرع والأخلاق، وطالما أنها طرق مسموح بها في جميع ملاعب العالم لأنها تبعث روح الحماسة في الفرق والمنتخبات وتجعل اللاعبين يقدمون عطاءً أكبر.

وتساءل القرني "لا أعلم لماذا تمنع هنا؟، نحن لا نقبل الإساءة إلى أحد، لكن في جميع دول العالم لا يمنع إلا دخول المفرقعات، ويسمح بكل شيء آخر كالأبواق ومكبرات الصوت والأعلام والفنايل واللافتات القماشية ما عدا ما هو حاد أو عنصري".

وحول بعض مظاهر التشجيع السلبية والغريبة على مجتمعنا قال القرني "السلبي لن يؤثر علينا، فلدينا وعي لفلترة غير الصالح لديننا ولمجتمعنا المسلم ولعاداتنا وتقاليدنا".