بينما تقول التجارب إن "ابتكار الفكرة أصعب من تنفيذها"، يقول واقعنا الفني الغارق في التقليد والاستنساخ، إنه "لا شيء سهل" سوى جمع المال أعمال مقلدة ذات جودة رديئة..!
لم يعد غريباً وسط هذا الانفتاح العالمي في الفضائيات أن تجد أفكارَ بعض أفلامنا العربية الحديثة في أفلامٍ أجنبية قديمة، لتكتشف أن فنانك المفضل لم يأتِ بها من بنات أفكاره بل "لطشها" بحذافيرها حتى إن بعض عمليات "اللطش" شملت غلاف الفيلم أو طريقة تصميمه، ولم يعد نادراً "وقع الحافر على الحافر" بين مطربة عربية مع مطربة أجنبية.. وأصبح من السهل في عصر"اليوتيوب" و"قوقل" العثورعلى النسخة الأجنبية الأصلية لأي دعاية تجارية عربية.. بل إننا تطورنا كثيراً في مجال التقليد حتى أصبحنا إذا استنسخنا برنامجاً تلفزيونياً نستنسخ "بالمرة" أسلوب وطريقة مذيعيه أو مذيعته والديكور وكأننا لا نجيد شيئاً سوى التقليد بلا وعي..!
ليس عيباً أن نستنسخ برنامجاً ناجحاً أو عملاً فنياً جيداً لتقديمه عربياً إلا أنه يجب تقديمه بمواصفات عربية توافق واقعنا وتقدم بأسلوبنا المناسب لبيئتنا وعاداتنا، وإلا لكان الأولى "دبلجة" الأصلي أو ترجمته وعرضه كما هو، وسيكون ذلك أوفر مادياً و أجود فنياً..!
مؤخراً ظهرت علينا مسلسلات عربية تجاري التركية في عدد الحلقات طولاً وفي الفكرة الرئيسة للمسلسل التي لا تفارق الخيانة الزوجية كما هو حال مسلسل "مطلوب رجال" مستخدماً تنوع الشخصيات العربية بلا دور سوى للزوج خالد وزوجته هالة وعشيقته لارا والبقية ممثلات عبارة عن ديكورات جميلة فقط..!
حتى اليوم.. الشيئان الوحيدان اللذان لم يستنسخهما الوسط الفني العربي من الغربي هما"الشفافية" و"الصدق"، بدليل أن تكاليف الأعمال الفنية العربية وما يتقاضاه البطل تبقى سراً بلا سبب، وإذا أعلنت كانت غير صادقة، بينما بسهولة يمكن معرفة تكاليف أي عمل فني أجنبي ودخله.. وما يتقاضاه الفنان عن العمل الفني أوالدعاية التجارية !