كثف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطه على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال حملة للعلاقات العامة شنها أثناء زيارته للولايات المتحدة استهدفت محاصرة الانتقادات التي توجه إلى حكومته في أوساط النخبة السياسية الأمريكية. وتمثلت الحلقة الأساسية في تلك الحملة في خطاب ألقاه نتنياهو أمام مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك أول من أمس أعاد فيه صياغة الموقف الإسرائيلي دون أن يقدم أي تعهدات واضحة أو يلتزم بخطوات محددة.
وقال إنه "يعتقد أن بوسع المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين التوصل إلى حل نهائي خلال عام واحد, وأشار إلى أن إسرائيل تعهدت بوقف الاستيطان لمدة 9 أشهر لحث الفلسطينيين على بدء التفاوض المباشر ومر الآن 7 أشهر من هذا التجميد دون أن يوافق الفلسطينيون على بدء التفاوض المباشر".
وتجنب نتنياهو التعهد بأن تبدأ تلك المفاوضات من حيث انتهت سابقتها بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أيهود أولمرت، كما تجنب التعهد بمد المهلة الزمنية لتجميد الاستيطان عند بدء التفاوض المباشر، بل شرط بدء التفاوض بدون شروط مسبقة.
وأضاف نتنياهو أن حكومته مستعدة لتقديم تنازلات "غير مسبوقة وقمنا بحصتنا في إثبات حسن النوايا وعلي الفلسطينيين أن يبدؤوا المفاوضات المباشرة للتوصل إلى سلام يضمن قيام دولتين لشعبين. ونحن نرى هذا الهدف على نحو لا يمس بأمن إسرائيل ويقيم دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل".
وقال "أتوجه من هذا المنبر مخاطبا الرئيس عباس. فلنلتقي معا. لكل منا مطالبه فلنتحدث عنها. إنني مستعد لملاقاته في القدس أو رام الله أو في مدينة دافئة مثل نيويورك أو في أي مكان آخر. لكن علينا أن نبدأ العمل من أجل إحلال السلام".
وهكذا تقمص نتنياهو دور المطالب بالسلام والمتلهف على التفاوض، فيما أظهر الرئيس عباس بمظهر من يرفضها على الرغم من كل ما قدمه الإسرائيليون. من جانبه، أكد الرئيس أوباما أن بعض الإسرائيليين يخشون منه فقط لأن اسمه الأوسط هو حسين. وقال في مقابلة مع المحطة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي "يحتمل أن يكون جزءا من الشكوك تجاهي ينبع من اسمي الوسط حسين، والسبب الآخر هو توجهي إلى الجمهور المسلم وأحيانا ولا سيما في الشرق الأوسط، ينشأ إحساس بأن صديق عدوي هو بالتأكيد عدوي. الحقيقة هي أن توجهي إلى الجمهور المسلم يرمي إلى تقليص المعارضة والمخاطر التي يطرحها العالم الإسلامي، الذي هو معادٍ تجاه إسرائيل والغرب".
في المقابل، نفى مسؤول سياسي إسرائيلي إمكانية أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في غضون عام خلافا لنتنياهو. وأضاف أنه "ليس واضحا على ماذا ييبني رئيس الحكومة تقديره، ربما على الرغبة في إرضاء الولايات المتحدة بعد الاستقبال التي لقيه في واشنطن من جانب الرئيس أوباما".