أجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في قصر الاليزيه، تناولت "العلاقات الثنائية والمشكلات في المنطقة وخصوصا ضرورة استئناف عملية السلام على جميع المسارات بشكل عاجل"، حسب بيان الرئاسة الفرنسية.
وبالرغم من أن زيارة الحريري إلى باريس خاصة، إلا أن تطورات الجنوب اللبناني والإشكالات الحاصلة بين قوات اليونيفيل، وخاصة الوحدة الفرنسية، والأهالي هناك استدعت مثل هذا الاجتماع، خاصة وأن باريس دعت مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ لمعالجة الوضع.
وتشهد المنطقة الجنوبية في لبنان حذرا شديدا في ظل التهديدات الإسرائيلية والتلويح بشن حرب، كان آخرها الكشف عن وثائق للجيش الإسرائيلي أن حزب الله خزن أربعين ألف صاروخ في قرى جنوب لبنان منذ الحرب مع إسرائيل قبل حوالى أربع سنوات. ورفعت السرية أمس، عن هذه الوثائق التي تشمل خصوصا خرائط مفصلة وأفلاما وصورا ملتقطة جوا.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية رفع الجيش السرية عن هذه الوثائق بهدف إعلام حزب الله بأن إسرائيل ستعرف بالتحديد أين تشن هجماتها في حال حصول مواجهة جديدة.
وقال الجيش إنه خلال الحرب عام 2006 "خزن حزب الله معظم أسلحته في مناطق غير مأهولة ما سمح للجيش الإسرائيلي بتحديد مكان مستودعاته وتدميرها. وفي السنوات الأربع التي أعقبت نقل حزب الله أسلحته إلى داخل القرى المأهولة بالمدنيين معززا تكتيك استخدام الدروع البشرية على نطاق واسع". وبحسب الوثائق ساعد مئات من المستشارين الإيرانيين حزب الله في إقامة شبكة اتصالات وحفر أنفاق وبناء تحصينات تحت الأرض.
وتضم كل وحدة من وحدات حزب الله الذي يقدر عدد مقاتليه بعشرين ألفا، بين ثلاثين ومئتي رجل مسلح ينتشرون في قلب 160 قرية شيعية في جنوب لبنان ويملكون ترسانة مخزنة "أحيانا على بعد عشرات الأمتار من مدارس ومستشفيات ومناطق سكنية" بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الجيش إن عناصر حزب الله حولوا "حوالي مئة بلدة في جنوب لبنان إلى قواعد عسكرية متبعين التكتيك نفسه في استخدام المدنيين كدروع بشرية في انتهاك صارخ للقرار الدولي 1701".
وقال الجيش إن حزب الله سيكون قادرا على إطلاق 600 إلى 800 صاروخ يوميا على إسرائيل في حال حصول مواجهة جديدة.
وأوضح الجيش إن 75% من الصواريخ التي تسلمها حزب الله من إيران وسوريا خلال السنوات الأربع الماضية يتراوح مداها بين 20 إلى 50 كلم. وآلاف الصواريخ الأخرى السورية الصنع من عيار 220 و302 ملم، مداها 150 كلم.
وذكر المصدر نفسه أن حزب الله مجهز أيضا بصواريخ ام 600 تنتجها إيران بالتعاون مع كوريا الشمالية ومداها 300 كلم وبصواريخ سكود قادرة على إصابة أي نقطة في الأراضي الإسرائيلية.
واسفرت الحرب التي استمرت 34 يوما عن أكثر من 1200 شهيد لبناني معظمهم من المدنيين و160 إسرائيليا خصوصا في صفوف العسكريين.
وفشلت إسرائيل في حربها بالقضاء على قدرات حزب الله العسكرية ومنع إطلاق حزب الله صواريخ على أراضيها والإفراج عن الجنديين الأسيرين اللذين سلمت رفاتهما لاحقا.