أعلنت وزارة الثقافة المصرية المضي قدما في تنفيذ مشروع الأرشيف القومي للسينما المصرية ومتحف السينما والسينماتيك في إطار اتفاقية التعاون السينمائي مع فرنسا، والتي تم توقيعها على هامش فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الأخير.
وأكد وزير الثقافة المصري فاروق حسني في بيان أن هناك توافقا مصريا فرنسيا لاختيار قصر الأمير عمر طوسون مقرا لإقامة المشروع "لما يتميز به من طراز معماري فريد وعراقة تليق بصناعة السينما المصرية التي يتجاوز عمرها 100 عام".
وأنشئ القصر عام 1869 بمنطقة روض الفرج بحي شبرا والذي كان من أرقى أحياء القاهرة، وتبلغ مساحته 3200 متر مربع ووضع الأمير بنفسه تصميم قصره واهتم الخديوي إسماعيل بالقصر اهتماما بالغا حيث كان الأمير عمر طوسون زوجا لإحدى بناته.
يتكون القصر من طابقين متطابقين في التخطيط، بالإضافة إلى القبو ويغطي القصر سقف مسطح مزخرف بوحدات من الحشوات الغائرة والجدران مبنية بالريش والمونة الجيرية مع وضع كتل خشبية طولية وعرضية.
عانى القصر الأثري من إهمال طويل قضى على معظم عمارته قبل أن يتحول إلى مدرسة لسنوات دمرت البقية الباقية فيه وبات مهددا بالانهيار بعد أن تم إغلاقه عقب تسجيله في عداد الآثار الإسلامية عام 1984.
وقال المشرف على المشروع فاروق عبدالسلام إن مصر استضافت مؤخرا وفدا فرنسيا برئاسة مديرة المقتنيات وحفظ التراث السينمائي والأرشيف بالمركز الوطني للسينما في فرنسا، حيث قام الوفد بتفقد العديد من المواقع التي رشحت كمقر للمشروع وفي مقدمتها قصر الأمير عمر طوسون.
وأشار عبدالسلام إلى أن وزارة الثقافة المصرية قررت تكليف أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة بإعداد مشروع متكامل للأرشيف السينمائي ومتحف السينما والسينماتيك ليكون أحد أهم المشروعات القومية التي يتم تنفيذها لتليق بالتراث السينمائي المصري والحفاظ عليه.
من جانبه، قال رئيس المركز القومي للسينما الدكتور خالد عبدالجليل إنه في ختام زيارة الوفد الفرنسي تم الاتفاق على أن يزور القاهرة خلال الأيام المقبلة أحد أهم الخبراء الفرنسيين المتخصصين في التجهيزات والتقنيات الحديثة الخاصة بالسينماتيك والمتاحف ليقوم بدراسة استطلاعية لقصر الأمير عمر طوسون ويضع مع الخبراء الفنيين بمصر التصورات عن التجهيزات والتقنيات المطلوبة أثناء تنفيذ المشروع.