تضغط الحكومة الإسرائيلية باتجاه استئناف المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية حتى لو كانت البداية بلقاء يجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يمهد الطريق أمام محادثات مباشرة.
وحدد نتنياهو خريطة طريق هذه المفاوضات أمام المسؤولين اليهود الأمريكيين في نيويورك أول من أمس باعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل، وأن تكون الدولة الفلسطينية المقبلة منزوعة السلاح وغير قادرة على تهريب أسلحة ثقيلة مثل الصواريخ.
ويقايض نتنياهو عباس المفاوضات المباشرة بتمديد التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية وبمنح الفلسطينيين تسهيلات على الحركة في الضفة الغربية مع إمكانية توسيع الرقعة الجغرافية للمناطق التي تقع تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية أمنيا.
وتقول مصادر إن ثمة محاولات أمريكية لترتيب لقاء بين نتنياهو وعباس غير أن الأخير يصر على أن يسبق ذلك تقدم في موضوع الحدود وبموجبه تقبل الحكومة الإسرائيلية بمبدأ أن المفاوضات هي على أساس حدود 1967 وهو ما يرفضه نتنياهو حتى الآن.
ويصر نتنياهو على أن أي بحث لمواضيع الحدود يجب أن يكون مباشرة بينه وبين عباس وليس من خلال نقل الرسائل بين الجانبين من خلال المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل.
وأعرب نتنياهو عن اعتقاده بأن "المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ستبدأ قريبا جدا" متوقعا أن تكون "هذه المباحثات صعبة للغاية". وقال: "لا يعقل أن يصل المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل إلى المنطقة من وراء البحار لكي ينقل رسائل بين القدس ورام الله". وأضاف: "المفاوضات مع الفلسطينيين ستتناول قضايا الحدود والأمن واللاجئين والمياه"، مشددا على أن "القدس ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية".
وذكر نتنياهو الذي ينهي زيارة له إلى الولايات المتحدة الأمريكية "إن إسرائيل لا تريد ان تحكم الفلسطينيين، ولكنها لا تريد أيضا أن تشكل الدولة الفلسطينية تهديدا لها". وقال: "تجربة الماضي قد أثبتت أن كل منطقة انسحبت منها إسرائيل تحولت إلى قاعدة إرهابية تنطلق منها عمليات تخريبية ضد إسرائيل".
على صعيد آخر رأى مسؤولون إسرائيليون في اعتراف الرئيس أوباما بـ"المتطلبات الأمنية الفريدة" لإسرائيل إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تؤيد استراتيجية إسرائيل النووية المتحفظة بينما تعمل على إخلاء المنطقة من الأسلحة الذرية.
وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي والمكلف بملف الشؤون النووية دان ميريدور: إن قبول أوباما ليس جديدا لكن التعبير عنه علنا بعد شهرين فقط من تأييد واشنطن لاقتراح مصري في مؤتمر لمراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي كان مهما.
وأضاف: "لماذا يكرر هذا علنا؟ لأنه في الفترة بين ذلك الوقت والآن كان هناك مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي الذي من المحتمل أنه أوجد انطباعا بحدوث تغير في الرؤية الأمريكية".
من جهة أخرى أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يخطط لزيارة إسرائيل هذا العام؛ وذلك بعد 24 ساعة على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الذي وجه له دعوة لزيارة إسرائيل. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس: "الزيارة ليست مدرجة على برنامج هذا العام".