اشتهرت المدينة المنورة بعدد من المجالس الأدبية التي كان يقام البعض منها على ضفاف وادي العقيق، فيما تحتضن أحياء المدينة المنورة ومنازلها القديمة عددا منها، وقد كان لتلك المجالس الأدبية ذات الطابع (المديني) التي لم يتبق سوى القليل منها حاليا بعد أن نشأت صوالين حديثة تواصل دورها في رقد الحراك الثقافي في المدينة وخارجها من خلال استضافة عدد من الشخصيات الأدبية والفكرية.

منتدى الهاشمية الأدبي في منطقة الجرف بالمدينة المنورة الذي يتبناه اليوم كل من السيد هاني إبراهيم هاشم وطلال حسين هاشم وكذلك طريف هاشم يعد واحدا من تلك الصوالين الأدبية التي مضى عليها عقود من الزمن وهي تعطي وتقدم الكثير لأهالي طيبة الطيبة وزواها في المجال الثقافي.

المؤرخ والباحث المديني أحمد بن أمين مُرشد قال في حديثه لـ"الوطن" المدينة المنورة عرفت باهتمامها الفكري والأدبي حيث تبلورت فيها المجالس الأدبية التي تقام داخل مجالس البيوت، ومجلس آل هاشم الأدبي واحد من تلك المجالس التي رفدت حراكنا الثقافي لعقود من الزمن حيث كان مجلسهم يعقد أسبوعيا في منزلهم بشارع الساحة داخل حديقة تحفها الأزهار والورود، حيث كان الأدباء يتغنون على أنغام صرير الماء المتدفق على بركة صغيرة. وعن تاريخ هذا الصالون يقول مُرشد إن المشرفين عليه اليوم هم أبناء السيد حسين إدريس هاشم ـ يرحمه الله ـ ذلك الصوت الشجي المبدع في الأناشيد الدينية على مستوى المدينة والعالم العربي. وآل هاشم هي أسرة عريقة بالمدينة المنورة عرفت باهتمامها بالأدب ورجاله كما كان لها اهتمام بأمهات الكتب حيث تضم مكتبتهم العامرة آلاف الكتب والمخطوطات ويقوم على الاهتمام بها السيد هاني إبراهيم جعفر هاشم فجده السيد جعفر رحمه الله ممن كان له دور في التهميش على الكثير من المخطوطات وتصحيحها.. وتوثيق معظم الأحداث التي حدثت في المدينة في رسالات محفوظة بالمكتبة.

ولطالما قام منتدى الهاشمية بالتوثيق والتعاون والتوأمة مع نادي المدينة الأدبي حيث تم من خلال تكريم عدد من الشخصيات الفكرية والثقافية حيث استضاف في فترات سابقة شيخ الأزهر السابق ـ يرحمه الله ـ ومفتي مصر وبعض علماء سوريا ومن المدينة الشيخ علي جمعة والشيخ علي المغامسي إمام مسجد قباء كما يستقطب في كل أسبوع عددا من الباحثين والمؤرخين حيث يدور النقاش حول العديد من القضايا الاجتماعية والتاريخية.