قال رئيس نادي حائل الأدبي محمد الحمد: إن آليات العمل في النادي تسير وفق خطة منظمة واضحة ابتداء من طرح الفكرة ثم مناقشتها وإقرارها من المجلس وتحديد تكلفتها إذا كانت فكرة جديدة مختلفة ثم تفعيلها وفق توصيف دقيق للمهام تتكامل فيه اللجنة المعنية بالتنفيذ، ويتزامن العمل على أكثر من نشاط في وقت واحد وفق هذه الآليات التي توزع العمل بوضوح.

ولأن النشر والإصدارات شكلت من أميز الظواهر التي ميزت أدبي حائل في السنوات الأخيرة علق الحمد لـ"الوطن": الإصدارات جزء من نجاحات النادي في الأنشطة الأخرى، ولا ينفصل عنها إلا بما يختلف فيه بقاء وديمومة الكتاب وانتشاره على مدى أوسع مكانيا بخلاف الأنواع الأخرى من الفعاليات التي تنتهي بمغادرة الضيف للمنصة. مشيرا إلى أن جميع الفعاليات بما فيها الإصدارات تسير وفق آلية واضحة انعكست على جودة الإصدارات خصوصا من ناحية الكم والكيف. فما يمكن أن أسميه الامتداد الأفقي في الاستقطاب بجهود مشكورة من رئيس اللجنة وأعضائها ليشمل مختلف المجالات والاتجاهات والمستويات، ولا يقف عند الحدود الإقليمية، ويتوج ذلك بالدقة في الاختيار وفق معايير ثقافية بحتة، مضافا إليها معيار الانتماء للمنطقة بصفة نسبية، بناء على أهداف النادي في دعم أبناء المنطقة بالاعتماد على تقارير اللجنة وآراء المحكمين الذين ينتقون بعناية بما يتناسب مع مضمون الكتاب، فبالتنظيم المقنع لجميع الأطراف والعقود الواضحة مع المطابع والمؤلف تجاوز النادي كثيرا من العوائق التي قد تضعف الإصدارات.

وأضاف الحمد: الحديث عن تميز النادي ونجاحه يشعرني بشيء من الحرج لأنه يغري بامتطاء النرجسية وفرد العضلات. وتحسبا لذلك لعلي أؤكد على أننا لا ندعي الكمال، ونعترف ببعض الأخطاء وبعض القصور الذي لا ينفك بحال عن ملازمة أي عمل جاد ودؤوب. إلا أن النزوع إلى العمل المؤسسي المنظم والإصرار على وضع الضوابط والأسس والمعايير والعمل بها واحترامها هو ما أسهم في نجاح العمل بصورة عامة، وأتوقع أن تتصاعد وتيرة التميز مستقبلا إذا استطاع النادي أن يحافظ على العمل المؤسسي المنظم ويطوره ويدعم العمل بروح الفريق الواحد. وهذا من المكتسبات التي حققها النادي وأضافها إلى رصيده، ودعا الحمد من يتولى قيادة النادي مستقبلا إلى أن يحافظ على هذا المكتسب ويسعى إلى تطويره.

أما عضو مجلس الإدارة، رئيس لجنة الإصدارات عبدالله الحربي فقال: عندما بدأنا نشاط الإصدارات كانت الصعوبات التي تواجهنا من نوعين: أولا، كيف نتجاوز تحفظ الكتاب والمؤلفين على النشر الداخلي؟ والذي لا يخدم الكتاب كثيرا، ونادرا ما كان يتجاوز مستودعات الأندية. والصعوبة الأخرى، كيف تجتذب الإصدارات المميزة في ظل وضع النادي كناد إقليمي بعيد عن المراكز الثقافية؟.

ووضعنا آلية مرنة للنشر دون التضحية بضوابط النشر المتعارف عليها من تحكيم وخلافه لضمان الجودة. وفي نفس الوقت استفدنا من تجربة ناشر عربي محترف يملك خبرة طويلة في هذا المجال. وبالطبع لسنا النادي الوحيد الذي لجأ إلى هذا الحل لضمان صناعة نشر احترافية تخدم الكتاب، حرصنا على أن لا يتوقف دور النادي كجهة ناشرة عند هذا الحد، وعملنا على تعميق البعدين الأضعف في صناعة النشر المحلية، وهما التسويق والتوزيع. ورأينا أنه إذا كان الناشر شريكا، وهو دار الانتشار العربي فسيكون مسؤولا عن تداول الكتاب في العالم العربي من خلال المعارض السنوية، وحرصنا على توافر الكتاب في معظم منافذ البيع المحلية والمكتبات. إضافة إلى الإعلان التسويقي عن الكتب في الصحف الأبرز، وباختيار توقيت يحقق للكتاب فرصة أكبر للظهور والوصول إلى القراء.

وأشار الحربي إلى تأسيس علاقات جيدة مع الصفحات الثقافية في الصحف والمنتديات الثقافية، كل هذا لخدمة الكتاب، حيث لم نكن نرى أن دورنا يتوقف عند النشر، كما هو الحال قديما في معظم منشورات المؤسسات الثقافية.

وقال الحربي: تحقيقا للتنوع عمدنا إلى تأسيس عدة سلاسل تشمل الفكر والنقد والفنون والإبداع والترجمة وغيرها. لنضمن تحقيق قدر من التوازن بين المنتج الإبداعي وغير الإبداعي. وكانت سلسلة بواكير ـ على سبيل المثال ـ تهدف إلى تقديم العمل الأول للكتاب الشباب، وقد نشر من خلالها الكثير من الأسماء التي نعتز بإصداراتهم المميزة ونثق بأنهم سيحققون الكثير في المستقبل، ونفخر بأن يكون لنا هذا الدور الصغير في تشجيع بداياتهم وتقديمها للقارئ بما تستحق، لأنها تعكس الكثير من الموهبة والشغف بالأدب.

واستطرد الحربي: أصدرنا سلسلة بوح الصوتية، والتي قدمنا من خلالها تجارب حديثة في الشعر المسموع، وذلك إيمانا منا بأن الكثير من المتلقين سيتذوقون هذا المنتج حتى وإن لم يكن لديهم الوقت أو الرغبة في القراءة. وحققت إصدارات هذه السلسلة صدى كبيرا في الأوساط الثقافية وبين جمهور الشعر بشكل فاق توقعاتنا.

وختم الحربي حديثه لـ"الوطن": لا نزعم بأننا حققنا كل طموحاتنا في هذا السياق. لا تزال صناعة النشر والكتاب تعاني الكثير، لكن من خلال تجربتنا القصيرة أصبحنا أكثر إيمانا بقدرة الكتاب المحلي على جذب القراء عبر مزيد من الجهد المشترك بين كل المؤسسات الثقافية والإعلامية والتربوية كذلك. وعبر بذل المزيد من الجهد في البعدين الغائبين عن صناعة الكتاب، وهما التوزيع والتسويق كما ذكرت.


إصدارات النادي الصوتية.. استثناء

من جهته قال صاحب ملتقى السيف الثقافي محمد السيف: إن أدبي حائل يشكل حالة استثنائية على مستوى النوادي الأدبية في المملكة إذا ما قيس بحجم المساحة الثقافية التي يسيطر عليها والقدرات الثقافية المتاحة له في المنطقة إلا أنه استطاع أن يخترق إقليميته إلى الوطن الكبير ليسهم في تفعيل الحراك الثقافي خلال السنوات الأربع الماضية وقد كان.

وأكد السيف أن إصدارات النادي الصوتية استثناء إذا ما قورنت بحجم إصدار الأندية الأخرى إلى جانب إصدار المطبوعات والنشاط المنبري، ولك إن تضع ميزانا تضع فيه حجم المؤسسات الثقافية في المنطقة وقس عليها أي ناد آخر موجود في المملكة واترك الحكم للأرقام، كما أن النادي تجاوز إقليمية بعض المثقفين البغيضة وانطلق إلى مساحة الوطن من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال؛ فطبع أعمالا لعبدالله باهيثم ـ رحمه الله ـ ومحمد الثبيتي وعبدالله الصيخان وغيرهم من المبدعين خارج حائل.

واعتبر السيف أن الإدارة الحالية هي البداية الحقيقية للنادي الأدبي في حائل، متمنيا أن ينطلق النادي إلى المحافظات بمشاركات حقيقية؛ ويتبنى برامج ثقافية عامة على هيئة مهرجانات تتسامى على العمل الأحادي البسيط، وتسهم في النهضة التي تشهدها المنطقة على يد أميرها، والذي يعلق آمالا كبيرة على النادي.

وأوضح السيف أن المنتقدين للنادي الأدبي هذا حقهم البسيط، وهو صوت موجود في المجتمع من حقه أن يظهر ويعبر عن رأيه، وقد يكونون على حق وقد لا يكونون، ولكن وجودهم في الساحة يسهم في إثراء الحراك الثقافي في البلد، ولا أعتقد أن جميع المكونات الثقافية في المنطقة راضين وإن كانوا راضين فهذا يعني أننا لا شيء على الساحة الثقافية، وهناك واجهة حضارية في المنطقة من خلال الحوار والاستماع للرأي وقبول الآخر.

وقال الكاتب في صحيفة الرياض فهد السلمان: إن الإخوة في النادي يعرفون أنني أختلف معهم.. غير أنني لا أسمح لهذا الاختلاف بأن يُصادرني حياديتي، خاصة في جانب المطبوعات، فالنادي هو الأبرز بكل تأكيد على مستوى الإنتاج المطبوع، وأنا أقدر لهم هذا المشروع الذي وضعهم في المقدمة دون منازع، رغم أني أطمح إلى ما هو أكبر، وتحديدا من خلال مشروع (بواكير) الذي أعتقد أنه لا يزال دون مستوى التطلعات، رغم أنه قدم أسماء جديدة تستحق الاحتفاء. وأضاف السلمان: "لي ملاحظة في هذا الإطار، وأعتقد أنها جديرة بالاهتمام، فالعنوان الذي استخدمه النادي لإعادة جمع ونشر بعض الأعمال لأدباء لا يزالون في مقدمة الصفوف، حينما يصفها بـ"الأعمال الكاملة" كما حدث مع جارالله الحميد، أنا ضد هذا العنوان، فجارالله لا يزال قادرا على العطاء، وأنا متأكد من أنه سيكتب الأجمل والأروع لاحقا، فلماذا يصر الإخوة على تسمية إنتاجه القائم بالأعمال الكاملة؟".

وقال السلمان: (الأعمال الكاملة) عنوان مخاتل، لا يجوز استخدامه إلا للمرحوم، وهذا افتئات على حقوق المبدعين القادرين على العطاء.