يواجه بعض موظفي "المحاسبه" في المجمعات التجارية مواقف محرجة عند التعامل مع بعض المتسوقات، حيث يصدر منهن سلوكيات وحيل معينة، من هذه الحيل أن تغير بعضهن سعر القطعة بنزع "استكر" السعر الحقيقي، ووضع بديل له أقل سعرا، والبعض يشتري فستانا، وبعد قضاء المناسبة يعيده للمحل مرة اخرى. فيما يرى اختصاصيون اجتماعيون ان بعض الحركات قد تحدث من المتسوقين دون قصد.
يقول عبدالإله بخيت الجهني (مشرف على موظفي الكاشير بمجمع سوق تجاري) إن الموظفين يحصلون على دورة في المحاسبة قبل استلامهم العمل الذي يتضمن فتح الآلة الحاسبة، وطرق التعامل مع العميل.
وأشار الجهني إلى أن موظف الكاشير يجب أن يكون أمينا على العمل الذي يعمل به، فضلا عن التعامل الحسن مع العملاء، ومن ذلك عدم رفع الصوت والنظر إلى السيدات، أو التحدث معهن بطرق ملتوية .
وأكد الجهني أنهم يواجهون أنواعا متعددة من المشاكل اليومية التي تنتهي بالحال، ويعطى العميل عادة الحق بكل شيء، لأن ذلك هو مبدأ التسوق العالمي، مشيراً إلى أن بعض العملاء ضعاف النفوس يغيرون الأسعار الموجودة على القطع داخل المحل، وهم قلة بفضل الله، كمثال يأخذ الزبون قطعة قيمتها 90 ريالا ، ويبحث عن استكر قيمته 30 ريالا، ليضعه على القطعة، مضيفا أن هذه الخدعة تمر أحياناً على بعض المحاسبين الذين لا يكون لديهم عادة خلفية عن سعر القطعة لكثرة إقبال الزبائن عليها.
وقال ناصر الأدمي إن "بعض المتسوقات يشترين فساتين الأفراح في المساء، ثم يقمن بإرجاعها في اليوم التالي، ورائحة العطورات تفوح منها، ثم تصر على أنها لم تستخدمها.
وأضاف أن المجمع اتخذ مؤخرا قراراً بمنع إرجاع الفساتين في اليوم التالي، مشيرا إلى أنه يتم استثناء من هن خارج المنطقة، وذلك بعد تفحص القطعة، مراعاة لظروف بعد مكان إقامتهن.
وعن المضايقات التي يجدونها من بعض المتسوقين قال رياض (محاسب بأحد المراكز التجارية منذ أربع سنوات ) إن من شروط البائع أن يكون هادئا لا ينفعل بسرعة، ويتجاهل ما يحدث أمامه من محاولات الاستفزاز من قبل المتسوقات، مشيرا إلى أنه واجه ضغوطات في بداية العمل، حتى أصبح جميع التصرفات التي تصدر من بعض السيدات عادية، مستدلاً على ذلك بمن تضع الرقم على النقود حيث يقوم بترجيع النقود لها وطلب تبديلها، إضافة إلى محاولة بعضهن للمس يده أو الضحك والابتسامة له، مشيراً إلى أنه يوجه في هذه الحالة نظره إلى جهاز الحاسب الآلي والبضاعة فقط، لكونه يبحث عن رزقه وبناء مستقبله ، مشيرا إلى أن ذلك يحدث بين فترة وأخرى، وبكل أماكن التسوق.
وقال المدير العام لسوق البدر بالمدينة عبدالله الملا "نحرص على إرضاء العميل في كل الأحوال، كما أن موظف الكاشير الذي تحدث منه بعض التجاوزات ننهي خدماته في الحال، لأن سمعة السوق تهمنا".
وأضاف أن "فترة الصباح تعتبر فترة تسوق جيدة للأسر حيث تكون الأسواق خالية من الزحام"، ناصحاً الجميع بعدم التسوق على عجل، لأن ذلك يجبر الزبون على الشراء دون تركيز .
وبين الملا أنهم بالمجمع يتعاملون مع جميع المتسوقين من جميع الأجناس بمفهوم واحد، خاصة زوار المدينة، وذلك لمكانتها، حيث يحرصون على تقديم بعض الهدايا لهم، لنقل صورة حسنة عن الأسواق بالمملكة العربية السعودية، والمدينة المنورة بالذات .
إلى ذلك طالبت الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة بارعة هاشم البائعين بأن يعتبروا المتسوقين إخوانا لهم يحترمونهم ويقدرونهم ، وحذرت البائعين من الخلط بين حياتهم الشخصية ومكان عملهم، لأن العمل يجب احترامه وتقديره، وسمعة المحل الذي يعمل به مهمة.
وأضافت أن بعض المتسوقات يقمن ببعض الكلمات أو الحركات التي قد تحدث منهن بدون قصد، أما من تقصد ذلك، فعلى البائع كما أشارت هاشم أن يكون هادئ الطباع ملما بالعادات، ولا تكون ردة فعله سريعة.
وطالبت هاشم بعقد دورات داخلية وخارجية للبائعين بالأسواق بكيفية التعامل مع الجمهور وتقبل العميل بكل سلبياته وإيجابياته .