كان الحذر والوقاية العاملين الأساسيين اللذين ساهما في منح وباء أنفلونزا الخنازير ضجة عالمية وإثارا هلعا دوليا، على الرغم من أن أثره كان أقلّ حدّة من أثر الأنفلونزا الموسمية العادية.

وذكر موقع "لايف ساينس" أن 40 مليون جرعة من لقاح فيروس "إتش1 إن1" المعروف بأنفلونزا الخنازير نفدت من مخزون الحكومة الأمريكية، ويتوقع أن تنفد 30 مليون جرعة أخرى بحلول نهاية العام، أي ما يساوي مجموعه 70 مليون جرعة، أو 43% من الاحتياطي المخصص للأمريكيين والذي بلغت تكلفته نحو نصف مليار دولار.

وكانت أنفلونزا الخنازير قد أثارت موجة هلع عالمية السنة الماضية بعد أن ظهرت في المكسيك، وامتدت إلى معظم أرجاء العالم، وسرعان ما أعلن المركز الأمريكي للسيطرة على الأوبئة والحماية منها، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية أن هذه الأنفلونزا تشكل خطرا جديا، وقد تصيب الملايين من البشر، وقد طلبت الحكومات كميات ضخمة من اللقاحات.

غير أن خطر أنفلونزا الخنازير لم يتحقق جديا، ولم يؤد إلا لوفاة نحو 12 ألف شخص حول العالم، وهو رقم يساوي نحو ثلث الأشخاص الذين يتوفون سنويا نتيجة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية في الولايات المتحدة وحدها.

وقد أنتجت كميات ضخمة من اللقاحات، فقد طلبت الولايات المتحدة بضغط من مركز السيطرة على الأوبئة والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية نحو 200 مليون جرعة من اللقاح، أي ضعفيّ الكمية المنتجة لمكافحة الأنفلونزا الموسمية.

كما أن عملية إنتاج لقاح أنفلونزا الخنازير تستغرق وقتا، ولم تصل معظم اللقاحات إلا في نهاية عام 2009 بعد أن وقعت معظم الإصابات.

وفي وقت ثار فيه الجدل حول أنفلونزا الخنازير يقول البعض: إن الأطباء والعلماء بالغوا في تقديراتهم ويرى البعض الآخر أن الخطر كان حقيقيا، فالأنفلونزا مميتة أكثر مما يعتقده الناس، ويخشى علماء الأوبئة من تكرر وباء الأنفلونزا الإسبانية الذي انتشر عام 1918، وأصاب نصف مليار شخص حول العالم.

ففيروس الأنفلونزا يمرّ بتغيرات مستمرة، ما يصعّب تحديد أي شخص سيصاب به وإلى أي مدى ستصل حدّة الإصابة، وإلى حين تطوير طريقة علمية أفضل لمواجهة هذا المرض تبقى الوقاية خير علاج.