منطقة اليورو تحترق. قارة أوروبا في طريقها إلى الإفلاس؟ هكذا جاء في العنوان الرئيسي لمجلة در شبيجل الألمانية في عددها 18\ 2010م

(Euroland abgebrannt . Ein Kontinent auf dem Weg in die Pleite )

لم نكد نتنفس الصعداء من كارثة الرهن العقاري الأمريكي عام 2008م، حتى دخلنا أزمة أدهى وأمر في مدى عامين، وكان الظن أن العالم يتعافى من حرامية أمريكا وما نشلوا؟

وإذا بنا أمام حرامية اليونان الذين سكتوا عن الديون المخيفة التي التهموها سحتا ونصبا، فقالوا اقترضنا واحدا وإذا به خمسة. قالوا هذا إلى لجنة المراقبة الأوروبية المالية فشدوا شعر الرؤوس ولم يصدقوا؟

وهذا يفتح أعيننا على ثلاث حقائق؛ وحدة العالم بعد أن تحول إلى كون من الديجتال، وأن فراشة تخفق في فرانسيسكو تسبب حريقا في اليونان، وأن حياتنا مهددة في كل لحظة ليس بما تقترفه أيدينا بل بما يفعله مرابو العالم الرأسمالي المجرمون، فيطير أناس من وظائفهم وأرزاقهم وهم لايشعرون، في مكان يبعد عشرة آلاف كيلومتر عن مانهاتن؟

ولكن كيف يمكن أن يحدث هذا في أرض اليونان والجرمان، في مكان هو من أشد الأنظمة الاقتصادية استقرارا، أعني الاتحاد الأوروبي الذي أعلن فرحه بولادة ولده البكر اليورو في عام 2001م، وكبر اليورو مثل فرخ الطير فنما الزغب وعظم الريش وطار فلم نعد نلحقه، وكنت أشتري مجلة در شبيجل بأربع ماركات، في سعر صرف المارك في حدود ريالين إذا شد وارتفع، والآن أدفع 3.5 يورو لكل عدد، مع سعر صرف اليورو التي بلغت ستة ريالات؟

فهل هذا معقول أن يقفز سعر العدد من 8 ريالات إلى عشرين ريالاً؟ لذا كان صديقي الدكتور حسن في آخن يكرر أويرو تويرو بالألمانية أي اليورو الغالي..

من طرف الأخبار مخيفة، ومن طرف مطمئنة، ومن طرف مفرحة، ومن طرف مقلقة في أربع زوايا للمسألة؟

فأما المخيف فهو ليس تكسر اليورو بل خروجه من سوق العملات وقد خسفت به الأرض وأصبح في ذمة التاريخ.

وأما المطمئن فهو تدخل دول الاتحاد الأوربي الـ 27 بنقل الحرامي اليوناني المصاب، إلى غرفة العناية المركزة، وفتح الأوردة وضخ عشرة مليارات يورو، سيلحقها مائة وعشرة مليارات أخرى وربما 120 أو حتى 130 مليار يورو أخرى؟؟ إنها أرقام مخيفة بعملة أغلى من الذهب ولدولة صغيرة ورطت أوروبا كلها فالزورق يغرق..

إن سد مأرب انفجر بثقب صغير !! فجاء السيل العرم ومزقوا شر ممزق فأصبحوا أحاديث.. وذهب المثل تفرقوا أيادي سبأ ؟؟

معها شد الحزام على كروش السحت وسحب 10,3 مليارات دينا على اليونان ستدفعها الأجيال اللاحقة من (الغلابة) من شباب اليونان العاطلين.

وأما المقلقة فهي أبعد من الاقتصاد بتكسر بناء الاتحاد الأوروبي وانفراطه والعودة لأوروبا القديمة؟

وأما المفرح فهو رؤية اليورو رخيصا فقد أصبح 125 سنتا مقابل الدولار بعد أن كان 152 وهو خبر سار لمن يريد شراء شيء من أرض الجرمان من سيارة مرسيدس ومطبعة مستعملة بل وقضاء عطلة رخيصة.