أكد صاحب فكرة المشروع الوطني لصناعة نجوم كرة القدم عبدالرحمن الصايغ أن المونديال محطة عالمية لمشاهدة العالم بعين الرياضة، وفرصة لمتابعة الإنجاز الكبير الناتج عن كمٍّ هائلٍّ من العوامل التي يصل من خلالها منتخب واحد ليتربع على عرش الكرة العالمية، وأنه يمكن أيضاً استخلاص بعض الدروس والمعاني التربوية من خلال ملاحظة وتقييم سلوكيات المشاركين وانفعالاتهم واستجاباتهم.
ولخّص أحداث مباريات دور الثمانية من كأس العالم المقامة حالياً بجنوب أفريقيا في احتدام الصراع بين طموح الأوروجواي وأمل أفريقيا الغاني, وعنفوان ألمانيا والحلم الأرجنتيني, والتقدم الواثق للبرازيل ونضال هولندا التاريخي, ومحاولة إثبات الوجود للباراجواي مقابل التحدي الإسباني, مشيراً إلى أن التاريخ اعتذر للحلم الأفريقي, وتقدمت إسبانيا من باب الإثارة للدور نصف النهائي، بينما هوى منتخب كبير مثل البرازيل تحت وطأة الواقعية.
وأوضح الصايغ "كل منتخب شارك في البطولة هو في النهاية عبارة عن مجموعة من اللاعبين ذوي الإمكانيات الرياضية المقنعة على مستوى جميع لاعبي الدولة مما جعل المسؤول الفني يتخذ قراراً باستدعائهم للتمثيل الوطني, بعدها لابد وأن تصبح إمكانات المنتخب أكبر بكثير من مجموع إمكانات اللاعبين, فعلى سبيل المثال نلاحظ أن اللاعب الألماني لاعب مميز لكنه مع منتخب بلاده أكثر تميزاً وأكثر قدرة على العطاء والإنجاز وكأنه قفز إلى آفاق أبعد داخل منظومة لاعبي منتخب بلاده, وحالة الإبداع هذه ظهر ما يشابهها لدينا في المملكة في جيل الثمانينات لأنه كان جيل مواهب, وحالياً لن ينجح أي منتخب عالمي إلا بجيل مصنوع لا مصطنع".
وأضاف "في المنتخبات المشاركة عدة نماذج مناسبة للنظر إليها لجهة رغبتنا في التطوير والرفع من مستوى اللعبة لدينا من خلال اللاعب أولاً, ومن خلال المجموعة أيضاً يمكننا استقراء جوانب إيجابية مفيدة لدى المنتخبات المتأهلة للتصفيات مثل قدرة اليابان على توظيف كل ما لديها, ومثل الانضباط والإصرار الغاني الذي كاد يوصلها إلى نصف النهائي، ومثل تعدد أصحاب الحلول والقدرات الفائقة لدى إسبانيا وألمانيا".
وأشار إلى "أننا إذا أردنا عمل شيء في مونديال 2014 نحتاج إلى برامج عمل محددة المعالم ومدروسة الجوانب تمنحنا إمكانية تحقيق إنجاز مونديالي, هذه البرامج سوف تنهض في نفس الوقت باللعبة لدينا إلى مستويات أعلى في مختلف جوانبها".
ويعتقد الصايغ أن الكرة السعودية تحتاج إلى تحضير خاص ومركّز, يضاف إلى مشروع تطوير المنتخبات الاستراتيجي ويتناغم معه بدرجة عالية, ويضاف أيضاً إلى ما تقدمه الأندية للمنتخب من لاعبين.
وعاد ليؤكد على أهمية ما يتصوره في نظريته الخاصة حول الرياضة السعودية المتمثلة في النجاح في التركيز على استكشاف الخامات ذات الموهبة الفائقة, ثم بنائها بطرق علمية مدروسة سنخطو خطوات واسعة إلى الأمام, وفي نفس الأثناء سيتم تجويد وتحسين وتطوير آليات ومؤسسات العمل الرياضي، وكل ذلك ستظهر ثمرته ونتائجه واضحة في المشاركات المقبلة. ونوه إلى أن البعض قد يبدي استغرابه من هذه الرؤية، لكنها قد تكون دعوة لوضع الحصان أمام العربة.