هنأ أوباما نتنياهو لقيامه بتخفيف الحصار على قطاع غزة خلال المحادثات التي جمعتهما في البيت الأبيض أمس، ودعا لعودة مفاوضات السلام المباشرة قبل حلول نهاية سبتمبر المقبل
التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في أجواء مريحة تتعارض مع الأجواء التي سادت لقاءهما الأخير، ودعا إلى عودة الفلسطينيين والاسرائيليين إلى المفاوضات المباشرة قبل حلول نهاية سبتمبر المقبل.
وأعرب أوباما عن الأمل بعودة الفريقين إلى المفاوضات المباشرة قبل انتهاء فترة التجميد الإسرائيلية لبناء المستوطنات في الضفة الغربية في الـ26 من سبتمبر.
وقال أوباما "أعتقد أن نتنياهو يريد السلام وأعتقد انه مستعد للمجازفة من أجل السلام".
وأشار أوباما إلى أنه يأمل بأن يجعل الزخم الناجم عن العودة إلى المفاوضات المباشرة ومسألة تجميد المستوطنات أقل أهمية.
من جهته أعلن نتنياهو أنه أجرى "محادثات معمقة" مع الرئيس أوباما وشدد على أن "الوقت حان فعلا" للانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
وأضاف نتنياهو أنه مستعد للالتقاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في أي وقت.
وبعد أن جدد أوباما ثقته بنتنياهو هنأه على قراره تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، خصوصا بعد إعلان إسرائيل الاثنين الماضي السماح بدخول مواد بناء إلى القطاع مخصصة لمشاريع يقوم بها المجتمع الدولي ووافقت عليها السلطة الفلسطينية.
ومن جانبه قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لـ"الوطن" ردا على تصريحات نتنياهو بعد لقائه أوباما "في اللحظة التي يوقف فيها نتنياهو النشاط الاستيطاني بما فيه النمو الطبيعي وبما يشمل القدس ويوافق على استئناف محادثات الوضع النهائي حول كل القضايا وعلى رأسها القدس واللاجئون من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر 2008 سيصار إلى استئناف مفاوضات الوضع النهائي بشكل مباشر.
وأضاف"أما أن يستمر نتنياهو بالاستيطان وبقضم الارض المخصصة للدولة الفلسطينية ويتحدث عن استئناف المفاوضات فهذا يدخل في اطار ألاعيب العلاقات العامة".
وأعرب عريقات عن الأمل "من الرئيس أوباما أن يلزم نتنياهو بتنفيذ الالتزامات التي على إسرائيل وهي ليست شروط فلسطينية وإنما التزامات على إسرائيل من المرحلة الاولى من خارطة الطريق وخاصة وقف الاستيطان واستئناف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها".
وتطرق أوباما ونتنياهو الى ملف ساخن آخر هو الملف النووي الإيراني.
وقال أوباما "ننوي إبقاء الضغط على إيران لتفي بالتزاماتها الدولية وتوقف سلوكها الاستفزازي الذي يجعل من هذا البلد تهديدا لجيرانه وللمجتمع الدولي".
وذكر أن الولايات المتحدة كانت شددت على ضرورة ان يفرض مجلس الأمن الدولي في يونيو الماضي عقوبات جديدة على إيران في محاولة لإقناعها بوقف أنشطتها النووية الحساسة.
من جهته دعا نتنياهو إلى فرض عقوبات "أكثر قسوة" على طهران.
ويتوجه نتنياهو اليوم الى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ويلتقي غدا الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
من جهة أخرى قال تقرير أصدرته منظمة إسرائيلية: إن المستوطنين باتوا يسيطرون على 42% من أراضي الضفة الغربية على نحو يجعل إقامة الدولة الفلسطينية أمرا مستحيلا. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" قبيل لقاء أوباما ـ نتنياهو عن تلقي المستوطنات "غير الشرعية" تبرعات معفاة من الضرائب يقدمها ممولون أمريكيون من اليهود والمسيحيين المتطرفين.
فقد كشفت منظمة "بتسلم" الإسرائيلية التي تدعو للسلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967 عن أن المستوطنين وسعوا من حدود مستوطناتهم لتغطي ما مساحته 42% من مساحة الضفة الغربية على الرغم من أن البناء الاستيطاني لا يغطي إلا 1% فقط من أراضي الضفة.