بكلمات مفعمة بالحب والحنان الذي استشعره الشعب من قائد مسيرته وخلال خطابه الموجز يوم الجمعة الماضية... ذلك الرجل الذي لا نمل حديثه ولا نمل كلماته ونحبه من سويداء القلب صغيراً وكبيراً امرأةً ورجلاً... نجلس لأيام نردد كلماته وعباراته حين نلتقي أياً من أبناء الشعب حتى ولو كان هذا الابن طفلاً صغيرا.

لا يختلف اثنان أننا نعيش حالة حب وولاء وانتماء لهذه الأرض وقائدها. وقد أعلنها الكثيرون ومازالوا يعلنونها.

من جملة ملاحظاتي الشخصية إبان عودة الملك من رحلته العلاجية الأخيرة أن كثيراً من الناس سواء كانوا البسطاء أو من النخبة يعبرون عن إجماعهم على حب هذا الرجل البسيط هذا الرجل المتواضع والحنون.. هذا الرجل المستشعر لمسؤوليته وقربه من الفرد العادي فنجد أكفنا ترتفع بالدعاء له دائماً وأبداً.

إننا بحبنا لهذا الأب الحاني وهذه الأرض علمنا العالم درساً في كيف يكون الولاء والانتماء والحب وسيظل أبناء وبنات هذا الوطن مصدر فخر واعتزاز.

كنت أتحدث مع عدد من المقربين عما ننعم به من نعم كثيرة خص الله بها هذه الأرض التقية النقية ونحن نرى أحوال كثير من الدول من حولنا حيث ظلت بلادنا تنعم بالأمن والدفء وإن كان هناك من أمور نأمل في إصلاحها لكننا وجدنا أن المسؤول الأول والقائد وكأنما يسمعنا فجاءت القرارات والأوامر الملكية الأولى والثانية مترجمة لما يدور في خلد كل مواطن غيور ومحب لوطنه، نسكن قلبه وقد سكن قلوبنا.

وفي ردود الفعل الأولى بعد خطابه توالت الرسائل الهاتفية والإلكترونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعية تعبر وبلهفة عن امتداد هذا الحب من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب واستقرارها بالوسط.

وفي حين يحاول بعض المشككين والمغرضين والحاقدين والحساد فرض الوصاية والبحث عن الأخطاء وتصيدها وتضخيمها يقف لهم حبه وحرصه بالمرصاد لهم ليجروا خيبتهم وخذلانهم وليعودا منكفئين منكسرين لتخفت أصواتهم المزعجة وإن لم تسكت لكن صفعات وصفعات لهم من أبناء هذه الأرض المخلصين كفيلة بإسكاتها إلى الأبد.

وليشهد التاريخ أننا بحبنا عبرنا منعطفا خطيرا لم يستطع كثير من الدول عبوره لما تمر به هذه الدول من استبداد وظلم ووصاية مبطنة بمسميات مختلفة ومتناقضة، فنحن دولة يقوم نظامها على شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهل تقارن بدول البطش والدكتاتورية وهي جمهوريات تدعي العدل والمساواة فتخرج أصواتا وجعجعة تخلط الحق بالباطل والظلم بالعدل ولكن هل من مجيب لها؟ أو مستمع؟

ليذهب أولئك المشككون بخفي حنين بعيداً عنا وثقوا أنكم لم ولن تفرحوا فنحن مع الأب قلباً وقالباً وهو معنا يظلنا ويعلمنا مفاهيم عرفتها الإنسانية الحقيقية من عدل وتسامح على مدى العصور وهو المطبق لها بأقواله وأفعاله.

نحن دولة فتية وحديثة في عمر الدول والأمم لكننا نعلم العالم من حولنا دروسا في الحكمة والتأني ورفض كل ما من شأنه جلب الضياع والخوف والألم.

لسنا أصواتا أو أقلاما للسلطة لكننا نعبر عن صوت الشارع والذي نراه في كلمات وأعين كل من حولنا.

إن طعم الوحدة لذيذ سائغ وحلو مميز ولن نرضى بالفرقة والتناحر فأجدادنا ذاقوها ومعها مرارة الفقر والعوز والتشتت وتكالب الأعداء.

وأيضاً نقول: انفخوا بعيداً عنا وابحثوا عن فتن ودسائس في أماكن أخرى من العالم هناك عند من يستمع لصوتكم من الخونة لبلادهم وهؤلاء ليسوا بيننا وحتى لو وجدوا فثقوا أننا سنكون لهم بالمرصاد.

أما أنت أيها الأب الرائع فنقول لك حين قلت لنا: "لا تنسوني من دعائكم": ثق أن الكل وبصوت واحد رددوا "أبشر لا توصي حريص" فأكفنا وقلوبنا وأبصارنا معلقة لك في السماء يا أبانا تدعو لك ليلا نهارا بالصحة والعافية، وأن يمد الله في عمرك لترى أحلامك حاضرة على أرض الوطن.