يعكس تزايد المتاحف الخاصة اهتماما متزايدا بالتراث، حيث يورث كل جيل الذي يليه حب التراث، فينشأ على حب اقتنائها ، والمحافظة عليها، ويصل هذا الحب إلى حد المبادرة بتخصيص مساحة معينة في المنزل أو مكان خاص لإنشاء ما نسميه " متحفا خاصا".

من المتاحف الخاصة في منطقة عسير، متحف الجحل في ربيعه ورفيده والذي يقع ناحية متنزة السودة في أبها، ويضم الكثير من القطع الاثرية، صاحب المتحف علي الجحل يقول إن "المتحف بدأت فكرته منذ ما يقارب الثلاثين سنه تقربياً ، فقد بدأ حلمي في امتلاك متحف أحيي به تراث منطقتي وقبيلتي، فعرفت أنه لن يتحقق هذا الحلم إلا بامتلاكي عددا من القطع الأثرية النادرة، فبدأت العمل بجد واجتهاد بتجميع هذه القطع وظللت طوال الثلاثين عاماً الماضية أجمع هذه القطع، حتى وصل عدد القطع لما يقارب عدة آلاف قطعة، وحينها أنشأت متحفاً ملاصقاً لمنزلي".

وعن مدى تقبل جيرانه وأبنائه للموضوع قال "تقبل الجيران والأبناء فكرة المتحف بشكل مشجع، بل إن بعض الجيران قدم لي بعض القطع الأثرية التي كانت بحوزتهم مجاناً، وبعضهم قدم الأفكار المميزة والصائبة، وبالنسبه لأولادي فقد ساهموا في نجاح هذا المشروع، ولم يبخلوا عليه بجهدهم وأفكارهم ومساعدتهم".

وأضاف الجحل أنه استقبل العديد من الوفود التي رغبت في مشاهدة المتحف من سكان المنطقة، أو من القادمين للسياحة، وقصدوا منطقة عسير، وقد أعجبوا بالمتحف وأبدوا رضاهم عما شاهدوه به، يقول "أقدم الشرح للزائرين وأوضح لهم أسماء القطع، واستخدامها وعمر القطعة، علماً بأن أغلب قطع المتحف تحتوي على ورقه تعريفية تحمل معلومتها الكاملة عنها، وسعادتي لا توصف حينما يشاهد المتحف شخص ثم يسجل إعجابه وانبهاره بما يشاهد"

وأشار الجحل إلى أن أقدم القطع التي يمتلكها مكحلة قديمه يعود تاريخها لأكثر من 400 عام، ولكن أكثر القطع قرباً لقلبه في (جنبية) يعود تاريخها لأكثر من 200 عام، ورثها عن أبيه عن جده، وتسمى هذه الجنبيه ( مشيبه)، مضيفا أن كل القطع التي يملكها لها معزه في قلبه لأن بيني وبينها سنين من القرب، لذلك يعتني بها ويقوم بصيانتها وتنظيفها بشكل دائم ويحس انها تبادله نفس الشعور.

وعن مقدار ما أنفق على هذا المتحف قال "هذه القطع لا تقد بثمن، ولن أستطيع أن أحدد لك مبلغاً محدداً، ولكن التعب في الجهد المبذول للوصول إليها، والأوقات التي قضيتها لجمعها، وفي إنشاء مكان مناسب لها لتعرض فيه، وأوضح الجحل أن "المتحف تم إنشاؤه بطريقه مشابهة للطريقه العسيريه القديمة في البناء، فتم إنشاء الجدران بشكل عادي، ولكن السقف كان بطريقه المعادل، والمتحف يحتوي على تسعة معادل كبيرة ، وتم وضع السواري فوقها بنفس الطريقه القديمة، ثم تم اعتماد اللون المناسب لها، وتم تجهيز الجدران بما يسمى(بالقط) العسيري، وبعدها تمت إضافة (الأدباب)، وذلك للجلوس، وبعدها تم توزيع وتصنيف القطع الأثرية".

وأبدى الحجل استعداده لاستقبال المصطافين، أو أبناء المنطقة الراغبين في زيارة المتحف في فترة الصيف، وحتى بعدها، وطالب مديري المدارس بالتنسيق معه لتخصيص أوقات لهم ليزوروا المتحف بصحبة الطلاب، لتعم الفائدة، ولكي يتعرف الطلاب على تراث آبائهم وأجدادهم

وأشار إلى أن المتحف يفتح أبوابه من الرابعه عصراً وحتى الساعه التاسعه مساء مع استعداده لاستقبال الزوار حتى في أوقات الصباح متى ماوجد التنسيق.