أطلق الاتحاد الأوروبي تحت الرئاسة البلجيكية التي بدأت مطلع يوليو الجاري، حملة فريدة من نوعها لنشر الثقافة والفن في الأماكن العامة.

وتدعو الحملة إلى تحفيز المناقشات حول الفنون والثفافة الأوروبية، وأيضا ثقافة المهاجرين لأوروبا في التجمعات الشعبية والأماكن العامة، والدعوة إلى التحدث بصوت واحد حول موضوع بعينه، واستشعار وجهات النظر حول هذا الموضوع، وذلك من أجل تقريب الفجوات بين ثقافات دول الاتحاد بما تحمله هذه الدول من أعراق وأجناس، وتذويب فوارق اللغات من خلال لغة الفن التي تعد لغة تواصل لا تحتاج إلى ترجمة، كما سيتم من خلال ذلك أيضا تشجيع المواطنين على عمل المدونات عبر موقع إلكتروني أطلقته هذه الحملة الأوروبية.

ويلخص القائمون على هذه الحملة من خبراء للثقافة والفن بالاتحاد الأوروبي، هدفهم من الحملة بالتأكيد على أن معالجة أو مخاطبة الحواس والمشاعر والعقول لدى المواطنين الأوروبيين والتأثير فيهم يمكن أن يبدأ من الأماكن العامة من خلال تجمعات الناس، وتشجيع الأفكار الفنية البدهية والفطرية التي يحملونها وإطلاق هذه الأفكار أمام الجميع دون تردد أو خجل، وتوسيع النقاش وتغذية الخبرات، تعد مسألة أساسية لتقريب الأشخاص ودمجهم، وإزالة الحواجز الثقافية والفكرية بينهم، وجمعهم داخل بوتقة إنسانية واحده إطارها الفن.

ولتعزيز الحملة خصصت الرئاسة الأوروبية للاتحاد الأوروبي موقعا إلكترونيا منبثقا عن موقعها الثقافي، يحمل اسم (Viaeuropea.eu)، وتعني ترجمته من اللغة البلجيكية للعربية "خلال أو عبر أوروبا"، وسيتلقى الموقع الإبداعات الفنية التي يتفتق عنها فكر الأوروبيين في الأماكن العامة، على غرار رسم الجداريات، أو عرض فنون أخرى للرسم والنحت، أو العروض الفنية، أو الثقافية من شعر ونثر وغيرها.

وسيتولى الموقع الإلكتروني ترجمة الأعمال الأدبية أو توصيف الأعمال والإبداعات الفنية بأربع لغات هي "الألمانية والإنكليزية والإسبانية والفرنسية)، وذلك لتكريس فن العامة في جميع الأماكن الحضرية، وتشمل حملة ثقافة وفن الأماكن العامة في جميع دول الاتحاد الـ 27.

وسيسعى القائمون على الحملة إلى الوصول إلى الناس في الأسواق والتجمعات والمقاهي وغيرها، والمشاركة معهم في مناطقهم، وسؤالهم عن اهتماماتهم الثقافية والفنية وطمأنتهم حول صلابة واقع الفضاء الأوروبي الثقافي الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، والتأكيد على أن الفن ليس إلا شكلا من أشكال الارتباط الاجتماعي والتقارب الثقافي.