قالت أثير عبدالله التي أصدرت روايتها الأولى (أحببتك أكثر مما ينبغي) هذا العام 2010م: لا أعرف متى بدأت الكتابة, لكنني كنت أقرأ منذُ الصغر.. فوالدي علمني الكتابة قبل أن ألتحق بالمدرسةِ الابتدائية, أذكرُ أنه كان يُعطيني صفحات من الصحف لأنسخها ليتحسن إملائي ويتحسن خطي البشع الذي لا يزال بشعاً حتى هذه اللحظة, وأظنُ أن هذا ما دفعني لأن أقرأ في سنِ صغيرة ولأن أُجيد الكتابةِ أيضاً, كُنت في الخامسةِ أو أقل حينما كان يُمليني والدي (تتلألأ النجوم تلألؤا) ولقد كانت هذه الجملة لُغز طفولتي لأنني ظللتُ لفترةِ طويلة أحاول أن أُجيد كتابتها, أما وسيلةُ النشر الأولى لي فقد كانت كمُعظمِ أبناء جيلي من خلالِ مُنتديات الشبكةِ العنكبوتية.

وحول الزمن الذي استغرقته كتابة أحداث روايتها حددت أثير عبدالله الزمن بدقة قائلة: كتبتُ روايتي في غضونِ ستةِ أشهر, بدأتها في مُنتصفِ أبريل وأنهيتها في مطلعِ نوفمبر.

والملاحظ على الرواية أنها فائضة بالرومانسية المثالية وهو ما لا يواكب مادية عصر العولمة التي عليها جيل الشباب الآن.

ترى أثير أنه ليس بالضرورةِ أن تكون كُل امرأة عصرية هي امرأة قوية, ففي الحُب تختل موازين القوة والضعف, فرغُم أن بطلة الرواية هي شخصية عصرية جداً ورُغم أنها كانت تُمارس الجزء المُعلن من حياتها باستقلاليةِ إلا أنها كانت ترضخ تحت عبودية الحُب والرجل رُغم عصريتها," أنا لم أخش النقد ولن أخشاه ولو خاف كُلِ كاتب من أن يُنقد عمله بسلبية لما كتب أحد".

وعن كيف استطاعت الكاتبة وهي تكتب روايتها أن تحافظ على اتزان ملامح كتابتها السردية بين أحوال وأوقات متعددة ومختلفة، أشارت إلى أنها كتبتها في فترة قصيرة وفي مناخِ واحد شارحة: كتبتُ معظم أجزاء الرواية على ضفةِ نهر.. لم أكُن أفعل شيئاً حينذاك سوى أن أقرأ الشعر, و أكتب الرواية.. هذا المناخ الرقيق ساهم في ألا تنقطع أفكاري, كانت الحكاية والحوارات تُنسج في رأسي بسرعة أتعبتني, لذا كتبتها بسرعة.. فقد كانت تُثقل كاهلي.

وحول النقد الموجه لعنوان الرواية الذي وصف بأنه تقليدي ومكرر ومستهلك، قالت أثير: حقيقة لم أُفكر في الأمرِ كثيراً, أسمعُ دائماً أن الكُتاب دائماً ما يحتارون في عناوينِ كُتبهم بعدما ينتهون من كتابتهم, لكنني كتبت العنوان قبل أن أشرع في كتابةِ الرواية, برقت الجُملة في رأسي فكتبتها كما هي دونِ أن أُفكر فيما سيُخلفه العنوان لدى القارئ, أظنُ أنني تعاملت مع موضوع النشر والانتشار ببساطةِ لكنني ورُغم ذلك ولو قُدر لي أن أُعيد اختيار العنوان فلا أعتقد أنني سأُغيره أبداً.

ولأن أثير تناولت موضوع "العلاقة العاطفية لدى جيل العشرين" من الجنسين، كان لابد أن نسألها عن موقف أسرتها من ذلك فقالت: أظنُ أنني مُباركة جداً، لأنني خُلقت لوالدينِ جامعيين ومُثقفين, والدي كان يزودني بكتبِ عن هيجل وسقراط وديكارت وأفلاطون في مرحلتي الابتدائية, وأمي كانت تقرأ عليّ في كُلِ ليلةِ من ليالِ طفولتي إحدى حكايات سلسلة المكتبة الخضراء كطقسِ ليلي لذيذ, لم ولن يترددا ولو للحظةِ في أن يُشجعاني في كُل ما اخترته وما سأختاره في حياتي, أنا نشأتُ في بيتِ لا نُخفي فيهِ أفكارنا, ولا نخشى من أن نطرحها أبداً. وتعتقد أثير أن الرواية استطاعت أن تعبر حقيقة عن أزمة اغتراب جيلها عاطفيا واجتماعيا، ويتضح ذلك مما تلقته من ردود فعل بنات وأبناء جيلها حيث لم ينتقدوا طرحها موضوع العلاقة العاطفية. أثير ألمحت إلى أن أصداء الرواية أسعدتها جداً فالطبعة الأولى نفدت خلال ستةِ أشهر من إصدارها رُغم أنها لم تُفسح حتى الآن, العمل لاقى قبولا كبيراً وفي هذا دلالات عدة استوقفتها كثيراً.